موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
كَفُورًا )(1) ويقول الإمام علي(عليه السلام): (العدل أن لا تتهمه).وقال الإمام الصادق(عليه السلام): (وأما العدل فأن لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه). وقال(عليه السلام) أيضاً: (إن الله أكرم من أن يكلف الناس ما لا يطيقون). وقال(عليه السلام)أيضاً: (ما كلَّف الله العباد كلفة فعل ولا نهاهم عن شيء حتى جعل لهم الاستطاعة ثم أمرهم ونهاهم فلا يكون العبد آخذاً ولا تاركاً إلاّ باستطاعة متقدمة قبل الأمر والنهي...).ويقول الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام): (إن الله خلق الخلق فعلم ما هم إليه صائرون فأمرهم ونهاهم فما أمرهم به من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى الأخذ به، وما نهاهم عنه من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى تركه...). وما جبر الله أحداً من خلقه على معصية بل اختبرهم بأنواع البلوى كما قال تعالى: (ليبلوكم أيّكم أحسن عملا)(2) فما نجد في الناس من تفاوت من اختلاف حالات الغنى والفقر والصحة والمرض والمقام ونحوها ليست إلاّ بسعي الإنسان وبتقدير الله كما قال تعالى: (وَ أَن لَّيْسَ لِلاِْنسَـنِ إِلاَّ مَا سَعَى * وَ أَنَّ سَعْيَهُو سَوْفَ يُرَى )(3)، ومعنى السعي ان الإنسان بحريته يختار سبباً من الأسباب، وبالنتيجة يترتب الأثر المفروض المقدر، وقد جعل الله تعالى جميع البشر سواء في هذه الحرية.ولم يدع إرشاده في استخدام هذه الحرية في سبيل الحياة السعيدة بالمشورة والتدبير (وَشَاوِرْهُمْ فِى الاَْمْرِ)(4)، (ولا عقل كالتدبير)، فإذا أهمل الإنسان بنفسه إرشادات العقل وأوامر الشرع ولم يكن له تدبير ولا مشورة ممن ينبغي مشورته، فطبيعي أن يترتب على ذلك الشقاء والتخلّف والبؤس واختلال