موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
أُشكلت عليه حروبه(عليه السلام)، قعد عن الحروب، وذلك لا يناقض بيعته.وهناك كثير ممن بايعوا أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولم يحاربوا معه، وعلى ذلك فقد قبل بيعتهم، ولم يردها، وهناك كثير ممن استأذنوا أمير المؤمنين في القعود عن الحرب، فأذن لهم، ولم يعنفهم.فالبيعة لا تستلزم المشاركة في الحروب، وهذه من المسائل التي لا إشكال فيها فقهياً، باستثناء ما إنْ صدر أمر بمشاركة مُعَيّن في الحرب، فامتناع المعين عن المشاركة في الحروب يتنافى مع البيعة، ولكنها لا تعتبر خلعاً لها.ونضيف إلى هذا أنْ ابن عمر نفسه لم يبرر قعوده بمثل هذا التبرير. حيث لو أشار ابن عمر بمثله، لكانت الطامة أكبر، والمصيبة أعظم، لأنّه استشكل حروب علي(عليه السلام)للناكثين، والقاسطين، والمارقين(1)، فقعد عن بيعته، ولم يستشكل قتل يزيد للإمام الحسين(عليه السلام)، وأولاد الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله)، وسبي نسائه في (كربلاء).ولم يستشكل استباحته لمدينة الرسول(صلى الله عليه وآله) وفيها بقية المهاجرين والأنصار، وأبناؤهم، واستحيى فيها نساءهم، وذبّح أبناءهم.ولم يستشكل حرقه للكعبة المشرفة، وتهديمها بالمنجنيق!فكيف يستشكل حروب علي، ويقعد عنه، ولم يستشكل فظائع، يزيد ويبايعه؟ وأما قوله "كان لورعه...":الحق إنَّه ليس من الإنصاف في شيء أنْ نسمي القعود عن بيعة الإمام(عليه السلام)،