موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
ويعرف أعدائه فيعاديهم.فسعادة الدنيا والآخرة لا تكون إلاّ مع أهل الحق، ولا تكون إلاّ في مقارعة الطغاة، وأعداء الله.فالحياة لا تكون حياة إلاّ إذا عاش الإنسان فيها كريماً حراً، ولا يكون الإنسان كريماً حراً إلاّ إذا كان مع أهل الحق، في مواجهة أهل الباطل، قال تعالى: (يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ى وَأَنَّهُو إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )(1).فما يدعو إليه الرسول هو الحياة; الحياة الحرة، الحياة الكريمة، الفاضلة، لأنّ ما يدعو إليه الرسول، هو الحق، والحق هو شرف الدنيا والآخرة، وعزّهما، ولا عزيز إلاّ من اعتزّ بالله، واعتصم بأوليائه الذين جعلهم وجوهاً للحق المتمثل في البشر فقال(صلى الله عليه وآله): "الحق مع علي، وعلي مع الحق"، والمعنى أنّ الحق لا ينفك عن علي، وعلي لا ينفك عن الحق" فمن كان مع الحق كان مع علي، ومن كان مع علي كان مع الحق.وقال(صلى الله عليه وآله): "يا علي من فارقني فقد فارق الله، ومن فارقك يا علي فقد فارقني"، وقال: "القرآن مع علي، وعلي مع القرآن".فعلي(عليه السلام) كان بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وجهاً من وجوه الحق، ومثلا له، لأنّه كان قرآناً بشرياً، كما قال الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله): "القرآن مع علي، وعلي مع القرآن".فأبو ذر(رضي الله عنه) مثلا، كان من أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام) والموالين له، عاش كريماً، حراً، شريفاً، ومات كريماً، حراً، شريفاً، لأنّه تشرف بالانتساب إلى الحق، وكذلك عمار بن ياسر(رضي الله عنه) استظل بظل راية الإمام(عليه السلام)، وكان من الموالين له، ولذلك عاش مجاهداً أبياً، ومات مجاهداً أبياً.