موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3

This is a Digital Library

With over 100,000 free electronic resource in Persian, Arabic and English

موسوعة من حیاة المستبصرین - جلد 3

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ذلك ان يسأله عن سيرة الشيخين التزم بها أم لا.

والحقيقة إنّ الإمام عليّ(عليه السلام) كان صادقاً مع نفسه ومع الناس إذ قال: "دعوني والتسموا غيري" لأنه أعطى تبريره لهذا الموقف بقوله: "إنّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب، ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد أغامت، والمحجة قد تنكرت".

وقد كان(عليه السلام) خبيراً بما انطوت عليه نفوس القوم من الشبهات والاحقاد والأطماع، كما أن المتغيرات التي طرأت على الدولة الإسلامية في سائر نواحيها ـ خلال حكومة الثلاثة ـ كانت من السعة بحيث لا يمكن لعليّ(عليه السلام) ازالتها إلاّ بقرارات ومواقف حاسمة لا تقوم لها القلوب ولا تركن لها النفوس، وهو من جانبه لا يرضى أن يقرّ أوضاعاً لا تمت إلى الدين بصلة.

وفي ذات الوقت كانت ثقته بمن حوله ضعيفة ولا يأمن غوائلهم ولا يضمن مساندتهم له إذا ما قام بحركة اصلاحية كبيرة تعيد الوضع إلى سابق عهده أيام رسول الله(صلى الله عليه وآله); كما برهنت عليه الأحداث فيما بعد.

لكن الإمام عليّ(عليه السلام) تحت إلحاح الناس واجتماعهم عليه نهض بالأمر، وفي ذلك يقول: "أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لو لا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ على العلماء ألاّ يقاروّا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت اخرها بكأس اولها ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز"(1).

بهذه الكلمات العميقة يبين الإمام الدواعي والأسباب التي حملته على التصدي للامارة والامساك بمقاليد الدولة وأزمّة الأمور، ولولاها لظلّ كما هو يؤدي رسالته إماماً شاهداً على عصره.

1- نهج البلاغة: 49.

/ 575