موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
لمعاداتها السلطات السياسية القائمة. وأفضل مثال على ذلك الفرق الشيعية بعامة والإمامية الاثنا عشرية بخاصة.فإذا كانت هذه الفرق لم تعترف بشرعية اغلب السلطات السياسية التي قامت على طول التاريخ الإسلامي، فإن رد فعل تلك السلطات كان مماثلا وزيادة بعض الشيء، فشُوهت أفكار الفرق المعارضة وحُرفّت عقائدها وقُتل دعاتها ورجالات دعوتها وأرباب مدارسها، ولم يسمح لها بنشر مذاهبها إلا بطرق سرية وحفية.لذلك لم تعرف حقيقة الكثير من المدارس الكلامية إلاّ بعد فترة طويلة من انتهاء هذا الصراع.ولكن هذا النمو في الظل والخفاء لبعض الفرق، قد جعل قطاعات واسعة لا تعرف عنها شيئاً".وتبيّن للكثيري أن المذاهب الاربعة لم تستطع الانتشار إلاّ في ظل عناية الخلفاء والولاة وذلك لأن عناية السلطة تكسب الشيء لونا من الاعتبار والعظمة، كما أن السلطات الحاكمة حصرت المذاهب في أربعة ومنعت العامة من تقليد غيرها، ثم منعت الاجتهاد واغلقت بابه وجعلته حكراً على من مضى من السلف وفرضت على الخلف التقليد والامتثال.ثم واصل الكثيري بحثه، بعيداً عن كل تعصب أو انحياز مسبق لجهة ما على اعتبار أنها الحق أو أنها الميزان الذي يوزن به غيره، وكان هدفه من بحثه الموضوعي هو حب الوصول للحقيقة.واكتشف الكثيري خلال مطالعته للتاريخ حقائق مهمة وخطيرة، غيرت من حياته الكثير لأنّها انتزعته من مذهبه السابق وأخذت بيده إلى مذهب أهل البيت(عليهم السلام).ثم واصل الكثيري بحثه حتى لم يبق له أدنى شك في تغيير انتمائه المذهبي لأنه اكتشف أن من قوة مذهب التشيع أنه قادر على اثبات احقيته من كتب أهل