موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
بتسكين الشين وفتحها أو أهل الحشو: لقب تحقير أطلق على أولائك الفريق من أصحاب الحديث الذين اعتقدوا بصحة الأحاديث المسرفة في التجسيم من غير نقد. بل فضلوها على غيرها وأخذوها بظاهر لفظها. ومن هؤلاء أيضا السالمية. وقد إزدرى المعتزلة أصحاب الحديث جميعا وعدوهم من الحشوية.لأنهم قبلوا التفاسير المنطوية على التجسيم، وإن كانوا تحفظوا في التجسيم فقالوا "بلا كيف" ولم يفسد ذوقهم كما فسد ذوق الحشوية الخلص(1).وقالوا: إنّ الإيمان قول وعمل ومعرفة يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وجوز قوم منهم على الأنبياء الكبائر كالزنى واللواط وغيرهما. إلى غيره من الأقوال الواضحة البطلان(2).أما ابن رشد الفيلسوف، فيقول: "الحشوية فإنهم قالوا ان طريقة معرفة وجود الله تعالى هو السمع لا العقل: أعني أن الإيمان بوجوده الذي كلف الناس التصديق به يكفي فيه أن يتلقى من صاحب الشرع ويؤمن به إيماناً كما تتلقى منه أحوال المعاد، وغير ذلك مما لا مدخل للعقل فيه، وهذه الفرقة الضالة، الظاهر من أمرها أنها مقصرة عن مقصود الشارع في الطريق التي نصبها للجميع مفضية إلى معرفة وجود الله تعالى... وذلك يظهر من غيرما آية من كتاب الله تعالى أنه دعى الناس إلى التصديق بوجود الباري سبحانه بأدلة عقلية منصوص عليها"(3).ويمكن أن نستخلص عناصر الموقف الحشوي كما يفهم من النص السابق وغيره على النحو التالي:1 ـ الإعتماد على النص وحده طريقاً إلى المعرفة الإعتقادية خاصة والدينية بصفة عامة، ورفض العقل وأدلته.