موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
الوهاب بكفرهم وأقنع اتباعه "المسلمين" بذلك.وإنطلاقاً من الحقائق التي ذكرها الباحثون والرحالة حول طبيعة البدوي وأنه طماح للسلب والنهب سواء انطلق من شريعة أو دفعت به الحاجة والفاقة وحب الغنى إلى الهجوم على غيره من الغرباء والأعداء. والمقارنة بين حروب البدو قبل إعلان محمد بن عبد الوهاب دعوته وحروب اتباعه مع خصومهم من البدو بعد ذلك، يمكن أن نسجل مماثلة تامة في الأسلوب والنتائج. اللهم الا دخول العنصر الديني وإقحامه في هذه الحرب الظالمة لتبريرها وإلباسها ثوب المشروعية لضمان استمراريتها. والتغطية على أنهار الدماء التي تراق أثناء ذلك.وعليه يمكننا أن نجزم بكل صراحة وإطمئنان تعضدنا وقائع الغزو الوهابي ويومياته. بأن الحرب الوهابية التي أعلنها إبن عبد الوهاب وأتباعه على قبائل نجد وقراها لم تكن حرباً مقدسة وفي سبيل الله، لنشر التوحيد والإسلام بين المشركين والكفار. وإنما كانت حرباً بدوية على شاكلة الحروب البدوية السابقة، أولا، ثم أخذت بعداً جدياً بفضل أيدلوجية الشيخ الخاصة بالشرك والإرتداد، ومحاولة نشر الإسلام من جديد. لتوضع في خدمة تأسيس دولة سياسية جديدة تطمح للسيطرة على مجمل أراضي شبه الجزيرة العربية.وإلا فلم يحدثنا التاريخ الإسلامي أن الرسول(صلى الله عليه وآله) وصحابته كانوا يهجمون على القرى والمدن، يقتلون الناس ويغنمون إبل القوم ومواشيهم ويحرقوا زروعهم ويقطعوا نخيلهم ثم يرجعوا من حيث أتوا لتقسيم الغنائم، الخمس منها لبيت المال، ويقسم الباقي للراجل سهم وللفارس سهمين. دون أن يكون للدعوة ونشر الإسلام أي مكان في هذا الغزو والفتح. نستحضر بعض الوقائع التاريخية للغزو الوهابي ليتضح لنا انعدام الحس الدعوي أو الديني في هذه الغزوات.