5 ـ إن الخوارج لا يبالون بالموت ويقدمون على الحرب لأنهم رائحون بزعمهم إلى الجنة حتى إن بعضهم طعن برمح فمشى والرمح فيه إلى طاعنه فقتله وهو يتلو (وَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)(1). كذلك الوهابيون يظهرون بسالة واقداما ولا يبالون بالموت لأنهم بزعمهم رائحون إلى الجنة ويقولون في حروبهم مع المسلمين.
هبت هبوب الجنة | وين انت يا باغيها |
6 ـ كان الخوارج على جانب من الجمود والغباوة فبينما هم يتورعون عن أكل ثمرة ملقاة في الطريق ويرون قتل الخنزير الشارد في البر فساداً في الأرض، تراهم يرون قتل الصحابي الصائم وفي عنقه القرآن طاعة لله تعالى ويكفرون جميع المسلمين ويرون كل كبيرة كفراً. ولقيهم قوم مسلمون فسألوهم من أنتم وكان فيهم رجل ذو فطنة فقال اتركوا الجواب لي قال نحن قوم من أهل الكتاب استجرنا بكم حتى نسمع كلام الله ثم تبلغونا مأمننا فقالوا لا تكفروا نعمة نبيكم فأسمعوهم شيئاً من القرآن وأرسلوا معهم من يوصلهم إلى مأمنهم.كذلك وقع للوهابيين مثل ذلك عندما دخلوا الطائف وقتلوا أهلها وسلبوهم أموالهم وقتلوا مفتي الشافعية الشيخ الزواوي وأبناء الشيبي. إلا الشيخ عبد القادر الشيبي سادن الكعبة، فقد نجا من الإخوان بحيلة طريفة. فقد أجهش بالبكاء عندما وقع في أيديهم فلما سلوا السيف عند رأسه سأله بعضهم لماذا تبكي أيها الكافر؟ فأجاب الشيخ: أبكي والله من شدة الفرح أبكي يا إخوان لأني قضيت حياتي كلها في الشرك والكفر، ولم يشأ الله إلا أن أموت مؤمناً موحداً. الله أكبر، لا إله إلا الله... وقد أثر هذا الكلام في الاخوان فبكوا لبكاء الشيخ، ثم طفقوا يقبلونه
1- طه: 84.