موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
ويمدها بالوقود كي تشتعل أكثر وتدوم. ولا شك أن هذه النار قد أحرقت مساحات واسعة من أراضي التفاهم والتسامح التي كانت سائدة بين مجمل الفرق والمذاهب الإسلامية. خصوصاً بين الشيعة والسنة.فلم يسمع عن قلاقل واضطرابات بين التجمعات السكانية الشيعية والسنية. مثلاً في مناطق تواجدهم معاً إلا بعد ما نفخ العقل السلفي في بوق الطائفية البغيض(1). فبدأ السني يسمع من أفواه الدعاية السلفية أن الشيعي كافر مرتد يسبب أصحاب النبي محمد(صلى الله عليه وآله)، في المقابل وجد الشيعي نفسه محاصراً بدعاوي التكفير والردة أينما حل وتوجه. ولنا أن نتصور حجم المأساة، ففي باكستان والهند والعراق تعيش الملايين من الناس في تداخل وانسجام، تحت راية لا إله إلا اله محمد رسول الله. يتزاوجون في ما بينهم، ويستحل الشيعي مأكل ومشرب السني ويحرم دمه وماله وعرضه. لكن هذا الانسجام تحول في الآونة الأخيرة وخصوصاً في باكستان والهند إلى تباغض وأحقاد، راح ضحيتها عشرات القتلى من الطرفين وأحرقت المساجد. وما زالت نار الفتنة يتصاعد لهيبها ويكبر حجمها، دون أن يكون هناك أمل في إخمادها أو التقليل من انتشارها.فالأطنان من الكتب والفتاوى في تكفير الشيعة والتهجم على مذهبهم تنزل إلى الأسواق باستمرار وتتابع. والفضل كل الفضل لأموال النفط السلفي التي توزع وتدفع بسخاء لكل مرتزق يستطيع أن يغذّي هذه المعركة الخسيسة، بين فئات