موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
ويدل على ذلك ان الرسول(صلى الله عليه وآله) كان يشد الرحال إلى غير المساجد المذكورة في الحديث كما في صحيح البخاري: ففي باب إتيان مسجد قباء راكباً وماشياً "عن ابن عمر قال: كان النبي(صلى الله عليه وآله) يأتي قباء راكباً وماشيا"(1).أما الدليل على زيارة قبر الرسول(صلى الله عليه وآله) وقبور الصالحين وغيرهم، فنذكر منها:روي عن عبد الله بن عمر أنه قال: قال النبي(صلى الله عليه وآله): من جاءني زائراً لا تعلمه (تحمله) إلا زيارتي كان حقاً علي أن أكون له شفيعاً يوم القيامة.وروي أيضاً عن عبد الله بن عمر عن النبي(صلى الله عليه وآله) أنه قال: من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي.وأما فعله، فقد روي عن طلحة بن عبد الله قال: خرجنا مع رسول الله يريد قبور الشهداء إلى ان قال: فلما جئنا قبور الشهداء، قال: هذه قبور إخواننا(2).أما الإجماع فإطباق السلف والخلف، لأن الناس لم يزالوا في كل عام إذا قضوا الحج يتوجهون إلى زيارته(صلى الله عليه وآله)، وأن منهم من يفعل ذلك قبل الحج، قال السبكي: هذا شاهدناه، وشاهده من قبلنا وحكاه العلماء عن الأعصار القديمة، وكلهم يقصدون ذلك ويعرجون إليه وان لم يكن طريقهم، ويقطعون فيه مسافة بعيدة، وينفقون فيه الأموال، ويبذلون فيه المهج، معتقدين ان ذلك قربة وطاعة، واطباق هذا الجمع العظيم من مشارق الأرض ومغاربها على مر السنين وفيهم العلماء والصلحاء وغيرهم يستحيل ان يكون خطأ، وكلهم يفعلون ذلك على وجه التقرب به إلى الله عزوجل، ومن تأخر فإنما يتأخر بعجز أو تعويق المقادير مع تأسفه عليه، وود لو تيسر له، ومن ادعى ان هذا الجمع العظيم مجمع