وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْكَـفِرِينَ )(1).
وفيها يأمر الله تعالى نبيّه في غدير خم بتبليغ ولاية عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)وإمامته للناس، وأنّ الله سيحميه ويعصمه من أذى المخالفين والرافضين، وقد أنشأ حسان بن ثابت شعراً بالمناسبة فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيّهم | بخمّ وأسمع بالرسول مناديا |
يقول: فمن مولاكم ووليّكم؟ | فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا |
إلهك مولانا وانت وليّنا | ولم تر منّا في الولاية عاصيا |
فقال له قم يا علي فانّني | رضيتك من بعدي إماماً وهاديا |
فمن كنت مولاه فهذا وليّه | فكونوا له أنصار صدق مواليا |
هناك دعا اللّهم وال وليّه | وكن للذي عادى عليّاً معاديا(2) |
وقد قال الغزالي في كتابه (سرّ العالمين) في المقالة الرابعة بما لفظه: "لكن أسفرت الحجة وجهها، وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم عيد غدير خم باتفاق وهو يقول: "من كنت مولاه فعليّ مولاه" فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي، ومولى كل مولى، فهذا تسليم ورضى وتحكيم.
ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرئاسة، وحمل عمود الخلافة، وعقود النبوة وخفقان الهوى في قعقعة الرايات، واشتباك ازدحام الخيول، وفتح الامصار وسقاهم كأس الهوى، فعادوا إلى الخلاف الأول، فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلا"(3).
وهذا اعتراف من الغزالي بحجة الشيعة واثبات مدّعاهم فنطق الحق
1- المائدة: 67.
2- مناقب الخوارزمي: 80، وراجع احقاق الحق: 6 / 247 ـ 276.
3- سرّ العالمين: 39 ـ 40، المقالة الرابعة، تحقيق أمين البحيري، دار الآفاق العربية، القاهرة.