موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
والاشتياق للتعرّف الأكثر عليهم.وبقي السيد يحيى على هذه الحالة حتى تعرّف على بعض الشيعة الاثني عشرية الوافدين من ايران للحضور في احدى المؤتمرات الإسلامية التي كان فيها، فلما رأى هؤلاء اشتياق السيد يحيى لتلقي علوم ومعارف أهل البيت(عليهم السلام)عرضوا عليه وعلى بعض الأخوة المتعاطفين مع المذهب الجعفري السفر إلى ايران من أجل دراسة العلوم الدينية.فيقول السيد يحيى: قبلت أنا وأحد زملائي ذلك، وسجّلنا أسماءنا ثم لم تمض فتره حتى وفرت لنا الأسباب وسافرنا إلى ايران والتحقنا بالحوزة العلمية في مدينة قم، وكان من اللطف الالهي أن جاء السيد العلامة بدرالدين الحوش (أحد كبار العلماء الزيدية) في نفس الوقت إلى مدينة قم التي كنا فيها، فذهبنا إليه وطلبنا منه أن يقوم بتدرسينا على شكل خاص، فقبل ذلك، فبدأنا ندرس عنده، وكنا له طلاب ومرافقين في السفر، وبعد عام طلب
السيد منا مرافقته لليمن فقبلت ذلك، ثم طلب مني الذهاب إلى منطقتنا، لأنّه قرر أن لا يعود إلى منطقته خشيةً من ردود فعل أهلها الذين تأثروا بالوهابية، فوافقت على ذلك، فتوجهنا معاً إلى اليمن ثم للجوف، وبعد أسبوع من وصولنا تحركت بعض الجهات الرسمية مطالبة بخروج السيد الحوش من الجوف، وتعهدت له بالتأمين والحراسة وعدم السماح للوهابيين بالتعرّض له، وبالفعل عاد السيد الحوش إلى دياره آمناً مستقر البال، وبقيت أنا في المنطقة أفكر في شأن الاختلافات التي بين الزيدية والجعفرية، وكان يشدّني على التفكير في هذه المسألة سؤال الناس عن الجعفرية وعاداتهم ومذهبهم، وكان البعض ـ مع الأسف ـ يطلب مني أن أتّهمهم بما يشينهم ولكنني كنت أقول الحقيقة، فلهذا كان البعض يبدون عدم ارتياحهم من ذلك.