موسوعة من حیاة المستبصرین جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
الظالمين والمنحرفين ـ فاستغلت عزلتهم واستضعفتهم دينياً ودنيوياً وجعلتهم بقرةً حلوباً تدر على الأمراء الأمويين كما عبّر أحد الكتاب حيث قال عن عوامهم الذين يسمونهم "المريدين":
"ربما كانت كلمتا (البقرة الحلوب) أحسن ما يوصف به (المريد) من اليزيدية فالمردة (أي المريدون) هم عوام الشعب، وسائر أفراده، ذكوراً كانوا أم إناثاً، كباراً أم صغاراً، سواء كانوا من القبائل أو من أهل القرى، يخضعون لأوامر رؤسائهم الروحيين خضوعاً مطلقاً، ويتقبلون أوامرهم ونواهيهم دون مناقشة أو اعتراض، فقد فرضت الشريعة عليهم الإطاعة العمياء، وأوهموا أنّ التدخل في الأمور الدينية، أو التساؤل عن أسرار العقيدة اليزيدية يخرجانهم من الايمان، ويحلان بهم الذل والهوان.
ولابدّ أن يكون لكل مريد أو مريدة، شيخ وپير معاً، فيقدم إليهما النذور والخيرات، ويتلقى منهما التعليمات والإرشادات، فإذا مات أحدهما، أو حرمه الأمير، ولم يكن بين سلالته من يحل محله، لجأ المريد إلى الأمير فيختار له بدل المتوفي، أو المحروم، أحداً ما، لقاء مبلغ يتفقان عليه. والمريد الذي لا شيخ له ولا پير، يعدّ خارجاً عن العقيدة اليزيدية(1)، والمردة يتزاوجون فيما بينهم، فلا تحق لهم مصاهرة السلالات الأخرى، أي كالمنبوذين في الهند"(2).
والذي يجعل القضية كبيرة ومهمة هو أوجه الشبه بين الخداع الذي مارسه الشيخ عدي بن مسافر الأموي وأولاده وأحفاده من أمراء اليزيدية على هؤلاء القوم المعزولين وبين الخداع الذي مارسه معاوية وسلالته الأموية على كل الأمة