كما أن الحجر لا يرتفع عن الصغير الابالبلوغ كذلك يعتبر معه الرشد أيضا، فلايرتفع عنه الحجر الا بالبلوغ و الرشد، ويدل عليه قوله عز و جل «فَإِنْ آنَسْتُمْمِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواإِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ» قال فيالمسالك: الحق أن الرشد ملكة نفسانيةيقتضي إصلاح المال، و تمنع من إفساده وصرفه في غير الوجوه اللائقة بأفعالالعقلاء. أقول: مرجعه إلى أنه يعتبر فيه أمور ثلاثة:أحدها أن يكون مصلحا لماله على الوجهاللائق بحاله، و ثانيها- كونه غير مفسد لهبالتضييع، و ثالثها- أن لا يصرفه فيالمصارف الغير اللائقة بحاله، و لا يخفىما بين هذه الأمور من التلازم. و بالجملة فالظاهر أنه لا بد أن يكون هذهالأمور عن ملكة يقتدر بها عليها من حفظه، وصرفه في الأغراض الصحيحة، فلا يكفى ذلكمرة أو مرات من غير أن يكون ذلك على جهةالملكة، بل يكون من عقله و معرفته أن لايضيع المال، و لو بتحمل الغبن الفاحش فيالمعاملات، و الصرف في المحرمات، والتبذير و الإسراف، فإنه مناف للرشد بغيرخلاف. و انما الخلاف في اشتراط العدالة فيالرشد، فالمشهور العدم، و ذهب الشيخ (رحمهالله) الى اعتبارها، و هو مذهب جماعة منالعامة منهم الشافعي، و احتج الشيخ و منقال بهذا القول بقوله عز و جل «وَ لاتُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ» و ماروى عن ابن عباس في قوله تعالى «فَإِنْآنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً» هو أن يبلغذا وقار و حلم و عقل