- و سيأتي الكلام فيه مستوفى إنشاء الله-تعالى- في المطلب الثالث.
[الموضع] السادس: السفه
- و هو مقابل الرشد، و لما كان الرشد كماعرفت سابقا عبارة عن الملكة التي تترتبعليها تلك الأمور، من إصلاح المال، و عدمإفساده، و عدم صرفه في غير الوجوهاللائقة، فالسفه حينئذ عبارة عن الملكةالتي تترتب عليها أضداد تلك الأمور، فلايقدح الغلط في بعض الأحيان، و الانخداعنادرا لوقوع ذلك من كثير من المتصفينبالرشد. و من السفه على ما ذكروه الإنفاق فيالمحرمات، و صرف المال في الأطعمة النفيسةالتي لا يليق بحاله، و مثله اللباس الفاخرو نحوه و أما صرفه في وجوه الخيراتكالصدقات و بناء المساجد و القناطر والمدارس و اقراء الضيوف و نحو ذلك، فان كانلائقا بحاله لم يكن سفيها قطعا، فان زادعلى ذلك فالمشهور على ما نقله في المسالكانه كذلك، استنادا إلى أنه لا سرف فيالخير، كما لا خير في السرف. و نقل عن العلامة في التذكرة أن ما زاد منهعلى ما يليق به تبذير، لأنه إتلاف فيالمال، و قال الله تعالى «وَ لا تَجْعَلْيَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَ لاتَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ» قال: و هومطلق فيتناول محل النزاع و ظاهر المحققالأردبيلي في شرح الإرشاد الميل الى القولالأول مستندا