فقد اختلف الأصحاب في ذلك، فقيل ان كانخرج الدم من الجانب الأيسر فهو من الحيض وان كان من الجانب الأيمن فهو من القرحة، وبه صرح الصدوق في كتابه و الشيخ في النهايةو اتباعه قال في الفقيه: «و ان اشتبه عليهادم الحيض و دم القرحة فربما كان في فرجهاقرحة، فعليها أن تستلقي على قفاها و تدخلإصبعها فإن خرج الدم من الجانب الأيمن فهومن القرحة و ان خرج الدم من الجانب الأيسرفهو من الحيض» و ظاهر هذا الكلام ان مخرجدم الحيض دائما انما هو من الجانب الأيسر،و عن ابن الجنيد انه عكس ذلك فقال: «دمالحيض اسود عبيط تعلوه حمرة يخرج منالجانب الأيمن و تحس المرأة بخروجه، و دمالاستحاضة بارد رقيق يخرج من الجانبالأيسر» و اضطرب كلام الشهيد فأفتى فيالبيان بالأول و في الدروس و الذكرىبالثاني، قيل: و منشأ الاختلاف هنا اختلافمتن الرواية حيث انه قد روى في الكافي عنمحمد بن يحيى رفعه عن ابان قال: «قلت لأبيعبد الله (عليه السلام) فتاة منا بها قرحةفي جوفها و الدم سائل لا تدري من دم الحيضأم من دم القرحة؟ فقال: مرها فلتستلق علىظهرها ثم ترفع رجليها ثم تستدخل إصبعهاالوسطى، فان خرج الدم من الجانب الأيمنفهو من الحيض و ان خرج من الجانب الأيسرفهو من القرحة» و الشيخ قد نقل الروايةالمذكورة بعينها في التهذيب و ساق الحديثالى ان قال: «فان خرج الدم من الجانبالأيسر فهو من الحيض و ان خرج من الجانبالأيمن فهو من القرحة» و ربما قيل بترجيحرواية التهذيب لان الشيخ اعرف بوجوهالحديث و أضبط خصوصا مع فتواه بمضمونها فيالنهاية و المبسوط. و فيه انه لا يخفى على من راجع التهذيب وتدبر اخباره ما وقع للشيخ (رحمه الله) منالتحريف و التصحيف في الاخبار سندا و متناو قلما يخلو حديث من أحاديثه من علة في سندأو متن، و اما فتواه (رحمه الله) فالكلامفيها أظهر من ان يخفى على