[الوصية حق على كل مسلم]
قال بعض مشايخنا (عطر الله مراقدهم): قوله:«الوصية حق» اي لازم وجوبا إذا كانت ذمتهمشغولة و لم يظن الوصول الى صاحب الحق إلابها، و استحبابا مؤكدا في غيره من الخيراتو المبرات.و قال بعض مشايخنا المحدثين: «الوصيةالعهد، يقال أوصاه و وصاه توصية: عهد اليه،و الوصية التي هي حق على كل مسلم ان يعهدالى أحد إخوانه أن يتصرف في بعض ماله بعدموته تصرفا ينفعه في آخرته، فان كان عليهحق لله سبحانه أو لبعض عباده قضاه منه، وان كان له أولاد صغار قام عليهم و حفظعليهم أموالهم، أو كان في ورثته مجنون أومعتوه أو سفيه فكذلك نظرا لهم و صيانةلأموالهم و تخفيفا على المؤمنين مؤنتهم وان يفرض شيئا من ماله لأصدقائه و أقرباؤهممن لا يرث ان فضل عن غنى الورثة و كان ذلكالصديق أو القريب به أحرى الى غير ذلك ممايجري هذا المجرى، و ان يشهد جماعة منالمؤمنين على ايمانه و تفصيل عقائده الحقةو يعهد إليهم ان يشهدوا له بها عند ربه يوميلقاه، و لا يشترط في الوصية ان تكون عندحضور الموت بل ورد انه لا ينبغي ان لا يبيتالإنسان إلا و وصيته تحت رأسه» انتهىكلامه زيد إكرامه.
و عن الصادق (عليه السلام) «قال له رجل انيخرجت إلى مكة فصحبني رجل و كان زميلي فلماان كان في بعض الطريق مرض و ثقل ثقلا شديدافكنت أقوم عليه ثم أفاق حتى لم يكن عندي بهبأس فلما ان كان في اليوم الذي مات فيهأفاق فمات في ذلك اليوم. فقال الصادق (عليهالسلام) ما من ميت تحضره الوفاة إلا ردالله تعالى عليه من سمعه و بصره و عقلهللوصية أخذ الوصية أو ترك و هي الراحة التييقال لها راحة الموت، فهي حق على كل مسلم».
و عن الصادق (عليه السلام) قال: «قال رسولالله (ص) من لم يحسن وصيته