حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
عند الفقهاء بالمتحيرة لتحيرها في نفسهاو المحيرة للفقيه في أمرها، و ظاهرالأصحاب رجوع المضطربة بتفسيريها الىالتمييز، و علله في المدارك بعموم الأدلةالدالة على ذلك ثم نقل عن بعض المحققين انهقال: و قد تقدم ان المضطربة من نسيت عادتهااما عددا أو وقتا أو عددا و وقتا، و الحكمبرجوعها الى التمييز مطلقا لا يستقر لأنذاكرة العدد الناسية للوقت لو عارضتمييزها عدد أيام العادة لم ترجع الىالتمييز بناء على ترجيح العادة علىالتمييز، و كذا القول في ذاكرة الوقتناسية العدد، و يمكن الاعتذار عنه بانالمراد برجوعها الى التمييز ما إذا طابقتمييزها العادة بدليل ما ذكره من ترجيحالعادة على التمييز. هذا كلامه (رحمه الله)ثم قال: «و لا يخفى انه على هذا الاعتذار لايظهر لاعتبار التمييز فائدة، و يمكن انيقال باعتبار التمييز في الطرف المنسيخاصة أو تخصيص المضطربة بالناسية للوقت والعدد» انتهى. أقول: لا يخفى انه لم يرد في الاخبار مايدل على معنى المضطربة و حكمها من الرجوعالى التمييز إلا رواية يونس المشار إليهاو قد عرفت ان الذي تضمنته انما هو ناسيةالوقت و العدد خاصة، و اما من لم تستقر لهاعادة- كما فسرها به في المعتبر أو ناسيةالعدد خاصة كما ذكره المحقق المشار اليه-فلا اعرف له مستندا، و منه يظهر عدم ورودما أورده من الإشكال الذي تكلف الجواب عنه.و يمكن استفادة المضطربة بالمعنى الذيذكره المحقق المشار اليه و هي الناسيةللعدد خاصة أو الوقت خاصة بما ورد في روايةإسحاق بن جرير حيث قال فيها: «قالت فانالدم يستمر بها الشهر و الشهرين و الثلاثةفكيف تصنع بالصلاة؟ قال تجلس أيام حيضهاثم تغتسل لكل صلاتين. قالت له ان أيامحيضها تختلف عليها و كان يتقدم الحيضاليوم و اليومين و الثلاثة و يتأخر مثل ذلكفما علمها به؟ قال: دم الحيض ليس به خفاء هودم حار تجد له حرقة و دم الاستحاضة