بما روى «ان عمارا (رضى الله عنه) تقدمللصلاة على دكان و الناس أسفل منه فقدمحذيفة (رضى الله عنه) فأخذ بيده حتى أنزلهفلما فرغ من صلاته قال له حذيفة أ لم تسمعرسول الله صلّى الله عليه وآله يقول إذا أمالرجل القوم فلا يقومن في مكان أرفع منمقامهم؟ قال عمار فلذلك اتبعتك حين أخذتعلى يدي» قال و روى ايضا «ان حذيفة أمالناس بالمدائن على دكان فأخذ عبد الله بنمسعود بقميصه فجذبه فلما فرغ من صلاته قالأ لم تعلم انهم كانوا ينهون عن ذلك؟ قالبلى ذكرت حين جذبتني» و الظاهر ان هذينالخبرين من روايات العامة أو من الأصولالتي وصلت اليه و لم تصل إلينا.
فروع
الأول [مقدار العلو المانع من صحة القدوة]
اختلف الأصحاب (رضى الله عنهم) في مقدارالعلو المانع من صحة القدوة فقيل انهالقدر المعتد به و انه لا تقدير له إلابالعرف، و هو قول الأكثر و منهم الشهيد فيالذكرى و العلامة في بعض كتبه، و قيل قدرشبر، و قيل ما لا يتخطى و به صرح العلامة فيالتذكرة، قال لو كان العلو يسيرا جازإجماعا و هل يتقدر بشبر أو بما لا يتخطى؟الأقرب الثاني. و الظاهر انه بنى في ذلكعلى صحيحة زرارة المتقدمة.قال في الذكرى: لا تقدير للعلو إلا بالعرفو في رواية عمار «و لو كان أرفع منهم بقدرإصبع إلى شبر فان كان أرضا مبسوطة و كان فيموضع فيه ارتفاع فقام الإمام في المرتفع وقام من خلفه أسفل منه إلا انه في موضعمنحدر فلا بأس» و هي تدل بمفهومها على انالزائد على شبر ممنوع و أما الشبر فيبنيعلى دخول الغاية في المغني و عدمه. انتهى.