ثم قال: و هذه الرواية لا تقصر عن الصحيحإذ ليس في رجالها من قد يتوقف في شأنه إلاالحسن بن على بن فضال، و قد قال الشيخ انهكان جليل القدر عظيم المنزلة زاهدا ورعاثقة في رواياته و كان خصيصا بالرضا عليهالسلام و اثنى عليه النجاشي و قال انه كانفطحيا ثم رجع الى الحق (رضى الله عنه)انتهى.
أقول: لا يخفى ما في تستره بما ذكره عنالخروج من قاعدة اصطلاحه من الوهن الناشئعن ضيق الخناق في العمل بهذا الاصطلاح كماقدمنا الإشارة إليه في غير موضع، و قد تقدمله في غير موضع ايضا رد اخبار إبراهيم بنهاشم التي هي في أعلى مراتب الحسن عندأصحاب هذا الاصطلاح بل عدها في الصحيحجملة منهم.
و قد وقع له في كتاب الحج اضطراب في حديثعلى بن الحسن بن فضال فما بين ان يرده ويطعن عليه إذا لم يوافق اختياره و ما بينأن يقبله إذا وافق مراده، و يتستر بمثل هذاالكلام الذي ذكره علماء الرجال في حقه ومدحه و الثناء عليه، و كذا وقع له في مسمعبن عبد الملك ما بين أن يعد حديثه فيالصحيح تارة و في الحسن اخرى و يرده ثالثاو يرميه بالضعف، و مجمل الكلام انه ان كانالتوثيق موجبا للعمل بالخبر فإنه يجبالعمل بالأخبار الموثقة حيثما كانت و فيأي حكم وردت و لا معنى لردها من هذه الجهة،و إلا فلا معنى لهذا الكلام المنحل الزمامو أمثاله من ما جرى له في غير مقام. و هذاالمدح لا يختص بهذا الرجل بل قد ذكر علماءالرجال في أمثاله من الواقفية و الفطحيةأمثال هذا الكلام كما لا يخفى على من لاحظكتب الرجال مع انه يرد أحاديثهم غالبا. ونقل رجوعه إلى الحق سيما عند الموت كما هوالمروي لا يفيد فائدة. و الله العالم.