حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
جمعا بينهما و بين ما دل على عدم التحريمكصحيحة على بن يقطين عن الكاظم عليهالسلام «في الرجل يصلى خلف من يقتدى به ويجهر بالقراءة فلا يسمع القراءة؟ فقال لابأس ان صمت و ان قرأ» انتهى. أقول: لا يخفى ما في هذا الاستدلال منالاختلال الذي لا يخفى على سائر الناظرينفي هذا المقال فضلا عن ذوي الكمال، و ذلكفإن الآية المذكورة و الخبر العامي الذيبعدها صريحان في وجوب الإنصات في الجهرية،و الخبر الذي نقله عن الصادق عليه السلامصريح في النهي الذي مفاده التحريم عنالقراءة خلف من ارتضى قراءته جهرية كانتالصلاة أو إخفاتية. و خبر على بن يقطينإنما دل على التخيير بين السكوت و القراءةفي صورة ما لو كانت الصلاة جهرية و لم يسمعالمأموم القراءة و هو أخص من المدعى، و أنتخبير بان محل الخلاف و الإشكال إنما هو فيما عدا هذه الصورة، و حينئذ فأين الدليلعلى الكراهة في صورة سماع القراءة و لوهمهمة في الجهرية و كذا في الصلاةالإخفاتية كما يدعونه؟ ثم انظر الى اقتصاره (رضى الله عنه) على مانقله من هذه الرواية العامية و هذا الخبرالمجمل الذي بعدها و روايات المسألة كمانقلناها مستفيضة عديدة و لم يرجعوا إليهاو لم يتأملوا فيها، و من هنا يعلم ان منشأهذا الاختلاف و كثرة هذا الخلاف انما هو منحيث عدم تتبع الأخبار و التأمل فيها بعينالفكر و الاعتبار و إلا فمن أعطى التأملفيها حقه فإنه لا يخفى عليه صحة ما ذكرناهو وضوح ما أوضحناه و أعجب من ذلك انهمأدخلوا حكم الأخيرتين للمأموم في هذاالاختلاف و نظموه في سلك هذا الخلاف، و قدأوضحنا ما فيه في الفصل الثامن من فصولالباب الثاني في الصلوات اليومية و مايلحق بها فليرجع اليه من أحب تحقيق الحال وإزاحة الاشكال. و الله العالم.