حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 11
لطفا منتظر باشید ...
غير واحد من الأصحاب كالشيخ و من تبعه، وهو متجه ان ثبت الإجماع على ان مشاهدة بعضالمأمومين تكفي مطلقا و إلا كان في الحكمالمذكور اشكال نظرا الى قوله عليه السلام«إلا من كان بحيال الباب» فان ظاهره قصرالصحة على صلاة من كان بحيال الباب. و جعلبعضهم هذا الحصر إضافيا بالنسبة إلى الصفالذي يتقدمه عن يمين الباب و يساره. و فيهعدول عن الظاهر يحتاج الى دليل. انتهى. أقول: الظاهر أن منشأ الشبهة الحاصلة لههو تخصيص المشاهدة التي هي شرط في صحةالقدوة بمشاهدة الإنسان من يكون قدامه دونمن على يمينه و يساره و الذي على الباب منالمأمومين يشاهد الإمام أو المأمومينالذين في المسجد فتصح صلاته و أما من علىيمينه و يساره فإنهم لا يشاهدون قادمهمإلا جدار المسجد فتبطل صلاتهم لفوات شرطالمشاهدة، و مشاهدة من على جنبه غير كافيةعنده. و اللازم من هذا أنه لو استطال الصف الأولعلى وجه لا يرى من في طرفيه الإمام فإنهيلزم بطلان صلاتهم، حيث انهم لا يشاهدونالامام و مشاهدة من على الجنب يمينا ويسارا غير كافية، و لا أظن هذا القائليلتزمه. و نحو ذلك لو استطال الصف الثانيأو الثالث زيادة على الصفوف المتقدمة وكان الذي يلي قبلة هذه الزيادة جدارا لاأحدا من المأمومين فإنه يلزم بطلان صلاةهذه الزيادة لعدم وجود المأمومين قدامهم وعدم الاكتفاء بمشاهدة من على الجنب. والظاهر من قوله عليه السلام «إلا من كانبحيال الباب» يعنى من الصفوف لا منالمأمومين لأن عبارة الخبر هنا كلها منصبةعلى الصفوف، حيث قال «و أى صف كان أهلهيصلون بصلاة امام و بينهم و بين الصف الذييتقدمهم قدر ما لا يتخطى فليس تلك لهمبصلاة و ان كان بينهم ستر أو جدار فليس تلكلهم بصلاة إلا من كان حيال الباب» و هذاالكلام كما ترى مشتمل على شرطين: (أحدهما)-أن لا يكون بين الصفوف من البعد ما لايتخطى. و (الثاني) أن لا يكون بينهم ستر و لا جداركالصف الذي يقوم عن يمين الباب