شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
العجوة فجاء به رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى منزله فالتمس التمر فلم يجده فقال للاعرابي : يا عبد الله انا ابتعنا منك جزورا بوسق من تمر الذخرة و نحن نرى أنه عندنا فالتمسناه فلم نجده فقال الاعرابى : وا غدراه فزجره الناس و قالوا : أ تقول هذا لرسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : دعوه فان لصاحب الحق مقالا ، ثم أعاد رسول الله صلى الله عليه و سلم الكلام ثانية كما أوردنا فقال الاعرابى : وا غدراه قال : فلما لم يفهم عنه الاعرابى أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أم حكيم اقرضينا وسقا من تمر الذخرة حتى يكون عندنا فنقضيك فقالت : أرسل رسولا يأتى بأخذه فقال للاعرابي : انطلق معه حتى يوفيك ) و ذكر باقى الخبر فهذا لا حجة لهم فيه على مذهبهم و مذهبنا لان البيع لم يكن تم بعد بين النبي صلى الله عليه و سلم و بين الاعرابى لانهما لم يتفرقا هكذا ( 1 ) نص الحديث و يبين ذلك قول النبي صلى الله عليه و سلم له ( انا كنا ابتعنا منك بعيرا بوسق من تمر الذخرة و نحن نرى أنه عندنا فالتمسناه فلم نجده ) و قول أم المؤمنين في الخبر نفسه فلما لم يفهم عنه الاعرابى استقرض من أم حكيم فصح أنه عليه السلام حينئذ أمضي معه العقد المحدود و تم البيع بحضور الثمن و قبض الاعرابى ، و هذا الخبر حجة على الحنيفيين . و المالكيين لانهم يرون البيع يتم قبل التفرق و ليس لهم أن يقولوا : إن هذا منسوخ بذكر الاجل في السلم لان ذكر الاجل في السلم كان في أول الهجرة كما روينا من طريق البخارى نا صدقة هو ابن خالد نا سفيان بن عيينة أخبرني ابن أبى نجيح عن عبد الله بن كثير عن أبى المنهال عن ابن عباس قال : قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة و هم يسلفون بالتمر السنتين و الثلاث فقال : ( من أسلف في شيء فليسلف في كيل معلوم و وزن معلوم إلى أجل معلوم ) و كان خبر عائشة بعد ذلك ؟ فان قيل إن قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( دعوه فان لصاحب الحق مقالا ) دليل على أن البيع قد كان تم بينهما قلنا : لانه عليه السلام لم يقل : ان هذا الاعرابى صاحب حق انما أخبر أن لصاحب الحق مقالا فقط و هو كذلك و حاشا لله أن يكون الاعرابى صاحب حق و هو يصف النبي صلى الله عليه و سلم بالغدر و الخبر الثاني رويناه من طريق ابن أبى شيبة نا عبد الله ابن نمير نا يزيد بن زياد بن أبى الجعد نا أبو صخرة جامع بن شداد عن طارق ابن عبد الله المحاربي : ( قال رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم مرتين مرة بسوق ذي المجاز و هو ينادى بأعلى صوته يا أيها الناس قولوا : لا اله الا الله تفلحوا و أبو لهب يتبعه بالحجارة قد أدمى كعبيه و عرقوبيه فلما ظهر الاسلام قدم المدينة أقبلنا من الربذة حتى نزلنا قريبا من المدينة و معنا ظعينة لنا فأتانا رجل فسلم علينا فرددنا عليه السلام معنا جمل لنا فقال : أتبيعون الجمل ؟ فقلنا ( 2 ) : نعم قال : بكم ؟ قلنا : بكذا و كذا صاعا من تمر قال : قد أخذته ثم أخذ
1 - في النسخة رقم 16 لم يفترقا ( 2 ) في النسخة رقم 14 قلنا :