1662 لايجوز عتق بشرط أصلا وبرهان ذلك
إبراهيم النخعي و الحسن أيضا ، و هذا تناقض منه و كلاهما يلزمه عتقه ( 1 ) عتقه بقولهما فقال بعض مقلديه : هو مرتهن بيمين البائع قال أبو محمد : و هذا تمويه لانه يعارضه الحنفي فيقول : بل هو مرتهن بيمين المشترى و يعارضه آخر فيقول : بل هو مرتهن بيمينهما جميعا فيعتق عليهما جميعا ، و قال حماد ابن أبى سليمان : يعتق على المشترى و يشترى البائع بالثمن عبدا فيعتقه و هذا عجب عجيب ليت شعري كيف يجوز عنده بيعه لمن نذر عتقه ثم يلزمه عتقا فيما لم ينذر عتقه و هذه صفة الرأي في الدين ، و نحمد الله على عظيم نعمته 1661 مسألة و لا يجوز عتق بشرط أصلا و لا بإعطاء مال الا في الكتابة فقط و لا بشرط خدمة و لا بغير ذلك لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( كل شرط ليس في كتاب الله تعالى فهو باطل ) فان ذكر ذاكر ما روينا من طريق حماد بن سلمة نا سعيد بن جمهان نا سفينة أبو عبد الرحمن مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( قالت لي أم سلمة : أريد أن أعتقك و اشترط عليك أن تخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما عشت ( 2 ) قلت : ان لم تشترطى على لم أفارق رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أموت قال : فاعتقتنى و اشترطت على أن أخدم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما عاش ) و رويناه أيضا من طريق عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان عن سفينة ، فسعيد بن جمهان مشهور بالعدالة بل مذكور انه لا يقوم حديثه ، ثم لو صح فليس فيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عرف ذلك فأقره و الحنيفيون . و المالكيون و الشافعيون لا يجيزون العتق بشرط أن يخدم فلانا ما عاش فقد خالفوا هذا الخبر و روينا من طريق ابن وهب عن عبد الله بن عمر عن أبى بكر عن سالم بن عبد الله بن عمر قال : أعتق عمر بن الخطاب كل من صلى سجدتين من رقيق الامارة و اشترط على بعضهم خدمة من بعده أن أحب سنتين أو ثلاثا و من طريق عبد الرزاق عن ابن جريج أخبرني أيوب بن موسى أخبرني نافع عن عبد الله بن عمر قال : ان عمر بن الخطاب أعتق كل من صلى من سبي العرب فبت عتقهم و شرط عليهم انكم تخدمون الخليفة بعدي ثلاث سنوات و شرط لهم انه يصحبكم بمثل ما كنت أصحبكم به فابتاع الخيار خدمته تلك الثلاث سنوات من عثمان بأبي فروة و خلى عثمان سبيل الخيار و قبض أبا فروة و به إلى ابن جريج عن موسى ابن عقبة عن نافع عن ابن عمر أنه أعتق غلاما له و شرط عليه أن له عمله سنتين فعمل له بعض سنة ثم قال له : قد تركت لك الذي اشترطت عليك فأنت حر و ليس عليك عمل1 - في النسخة رقم 14 يلزم عتقه ( 2 ) في نسخة ما عاش