شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
في اللغة اسم غنى لاستغنائه عن الناس فما زاد فهو وفر و دثر و يسار . و فضل إلى الاكثار و ما نقص فليس غنى لكنه حاجة ( 1 ) و عسرة و ضيقة إلى أن ينزل إلى المسكنة و الفاقة و الفقر و الادقاع . و الضرورة ، نعوذ بالله من ذلك و من فتنة الغنى و المال فان ذكر المخالف قول الله تعالى : ( الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ) و قوله تعالى : ( و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) و قوله تعالى : ( و الذين لا يجدون الا جهدهم ) و ما روينا من طريق ابن أبى شيبة عن أبى أسامة عن زائدة عن الاعمش عن أبى وائل عن ابن مسعود كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمر بالصدقة فينطلق أحدنا فيحامل فيجئ بالمد و من طريق أحمد بن شعيب نا قتيبة بن سعيد نا الليث - هو ابن سعد - عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن ابى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( سبق درهم مائة ألف كان لرجل درهمان فتصدق أجودهما و انطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منها مائة ألف فتصدق بها و من طريق أحمد بن شعيب أنا عبد الوهاب بن الحكم الرقى عن حجاج قال ابن جريج : أخبرني عثمان بن أبى سلمان عن على - هو ابن عبد الله البارقى - عن عبيد ابن عمير عن عبد الله بن حبشي الصنعاني الخثعمى ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل أى الصدقة أفضل ؟ قال : جهد المقل ) و من طريق شعبة أخبرني ابن ابى بردة هو سعيد قال : سمعت أبى يحدث عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( على كل مسلم صدقة قال : أ رأيت أن لم يجدها ؟ قال : يعتمل بيده فينفع نفسه و يتصدق ) و ذكر الحديث و من طريق مسلم عن أبى كريب نا وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبى حازم عن أبى هريرة ( أن رجلا من الانصار بات به ضيف فلم يكن عنده الا قوته و قوت صبيانه فقال لامرأته نومى الصبية و أطفئ السراج و قربى للضيف ما عندك فنزلت هذه الآية : و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة ) و من طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب بلغنا أن رجلا تصدق على أبويه صدقة و هو ماله كله ثم ورثهما فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( هو كله لك حلال ) و من طريق ابن الجهم نا محمد بن يونس الكديمي نا العلاء بن عمرو الحنفي نا أبو اسحق الفرازي عن سفيان الثورى عن آدم بن على عن ابن عمر قال : ( كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم و عنده أبو بكر و عليه عباءة قد خلها في صدره بخلال اذ هبط عليه جبريل عليه السلام فقال : يا رسول الله مالى أرى أبا بكر و عليه عباءة قد خلها بخلال ؟ قال : يا جبريل أنفق على ماله قبل الفتح فقال : يا محمد ان الله تعالى يقول لك : اقرأ على أبى بكر الصديق السلام و قل له : أراض أنت عني يا أبا بكر في فقرك هذا أم ساخط ؟ فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ذلك فبكى أبو بكر و قال :
1 - في النسخة رقم 16 ( لكن ذو حاجة )