شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
عن سعيد بن المسيب أخبرني جبير بن مطعم ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : له أنا و بنو المطلب لا نفترق في جاهلية و لا اسلام و انما نحن و هم شيء واحد و شبك بين أصابعه ) فان قيل : قد صح قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( كل معروف صدقة ) فان أخدتم بظاهر هذا الخبر فامنعوهم من كل بر ، و هذا ما لا يقوله أحد و لا أنتم و الا فلا تمنعوهم الا ما اتفق عليه انه لا يحل لهم و هو صدقة الفرض فقط قلنا قوله عليه الصلاة و السلام : ( كل معروف صدقة ) قد خصه عطاؤه لبني هاشم كالبعير الذي أعطى عليا من النفل من الخمس و من المغنم و سائر هباته عليه الصلاة و السلام لهم ، فوجب خروج ذلك بدليله و وجدنا كل معروف و ان كان يقع عليه اسم صدقة فله اسم آخر يخصه كالقرض . و الهبة . و الهدية . و الاباحة . و الحمالة . و الضيافة و المنحة و سائر أسماء وجوه البر ، و وجدنا الصدقة التطوع ليس لها اسم الصدقة و قد صح أن الصدقة محرمة على آل محمد صلى الله عليه و سلم و مواليهم فوجب ضرورة أن تكون الصدقة التطوع حراما عليهم لانها هى الصدقة التي لا اسم لها الصدقة و لا خلاف في تحريم الصدقة المفروضة عليهم و هي الزكاة فان قيل : فقد رويتم من طريق أبى داود نا محمد بن عبيد المحاربي نا محمد بن فضيل عن الاعمش عن حبيب بن أبى ثابت عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم في ابل أعطاه إياها من الصدقة ) قلنا : هذا صحيح و لا يخلو من أحد وجهين ، أحدهما و هو ظاهر الخبر ان ابن عباس هو المعطى لتلك الابل من صدقة لازمة له فبعثه عليه الصلاة و السلام فيها إلى حيث يجمع ابل الصدقة ، و الثاني انه حتى لو صح انه عليه الصلاة و السلام هو أعطى تلك الابل لا بن عباس و ليس ذلك في الخبر لكان ذلك منسوخا بتحريم الصدقة عليهم لان تحريم الصدقة عليهم هو الرافع لمعهود الاصل و للحال الاول بلا شك من إباحة الصدقة لهم كسائر الناس ، و من ادعى عود المنسوخ ناسخا فقد كذب الا أن يشهد له نص بين بذلك ، و أما الغنى فقد روينا من طريق يحيى بن سعيد القطان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عدى بن الخيار أن رجلين حدثاه أنهما سألا النبي صلى الله عليه و سلم الصدقة ، فقال : ان شئتما و لا حظ فيها لغنى و لا لقوى مكتسب ) قلنا : هذا الخبر و كل ما جاء بهذا اللفظ فانما هو على الصدقة المفروضة التي حرمت على الاغنياء الا من خصه النص منهم من العاملين عليها . و المؤلفة قلوبهم . و الغارمين . و فى سبيل الله .و ابن السبيل فقط برهان ذلك ما روينا من طريق أحمد بن شعيب أخبرني عمران بن بكار حدثني على ابن عياش نا شعيب هو ابن أبى حمزة حدثني أبو الزناد حدثني عبد الرحمن الاعرج أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر حديثا فيه قال رجل ؟ لا تصدقن