شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
قال أبو محمد : و كل هذا فانما هو من احتجاج من لا يرى الحبس جملة و أما قول أبى حنيفة فكل هذا خلاف له لانه يجيز الحبس ثم يجيز نقضه للمحبس و لورثته بعده و يجيز امضاءه و هذا لا يعقل ، و نسوا احتجاجهم بالمسلم عند شرطه : و أوفوا بالعقود قال أبو محمد : فاذ قد بطلت هذه الاقوال كلها فلنذكر البرهان على صحة قولنا بحول الله تعالى و قوته روينا من طريق البخارى نا مسدد نا يزيد بن زريع نا ابن عون عن نافع عن ابن عمر قال : ( أصاب عمر أرضا بخيبر فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له : أصبت أرضا لم أصب قط ما لا أنفس منه فكيف تأمر به ؟ فقال : ان شئت حبست أصلها و تصدقت بها فتصدق بها عمر انه لا يباع أصلها و لا تورث في الفقراء . و القربى . و الرقاب . و فى سبيل الله .و الضيف . و ابن السبيل لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يطعم صديقا متمول فيه و من طريق احمد بن شعيب أنا سعيد بن عبد الرحمن المكي نا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر ( قال عمر للنبي صلى الله عليه و سلم : ان المائة سهم التي بخيبر لم أصب ما لا قط هو أعجب إلى منها و قد أردت أن أتصدق بها فقال له النبي صلى الله عليه و سلم : احبس أصلها و سبل ثمرتا ) و رويناه أيضا من طريق حامد بن يحيى البلخى عن سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر مثله و فيه ( احبس الاصل و سبل الثمرة ) و حبس عثمان بئر رومة على المسلمين بعلم رسول الله صلى الله عليه و سلم ينقل ذلك الخلف عن السلف جيلا بعد جيل و هي مشهورة بالمدينة ، و كذلك صدقاته عليه السلام بالمدينة مشهورة كذلك و قد تصدق عمر في خلافته بثمغ و هي على نحو ميل من المدينة و تصدق بماله و كان يغل مائه وسق بوادي القرى كل ذلك حبسا وقفا لا يباع و لا يشترى أسنده إلى حفصة ثم إلى ذوى الرأي من أهله ، و حبس عثمان . و طلحة . و الزبير . و على بن ابى طالب . و عمرو بن العاص دورهم على بنيهم و ضياعا موقوفة ، و كذلك ابن عمر . و فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم و سائر الصحابة جملة صدقاتهم بالمدينة أشهر من الشمس لا يجهلها أحد ، و أوقف عبد الله ابن عمرو بن العاص الوهط على بنية ، اختصرنا الاسانيد لاشتهار الامر و من طريق مسلم نا زهير بن حرب نا على بن حفص نا ورقاء عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة : ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : و أما خالد فقد احتبس ادراعه و أعتاده في سبيل الله ) في حديث و من طريق محمد بن بكر البصري نا أبو داود نا الحسن بن الصباح نا شبابة هو ابن سوار عن ورقاء عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى هريرة قال : ( النبي صلى الله عليه و سلم و أما خالد فانكم تظلمون خالدا قد احتبس ادراعه و أعبده في سبيل الله ) في حديث ( 1 )
1 - و من هذا الباب ايضا تحبيس عمر رضى الله عنه فرسا في سبيل الله ، و حديثه مشهور .