شرح المحلی جلد 9

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح المحلی - جلد 9

ابن حزم الاندلسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قول قائل فقد انسلخ عن الايمان قال الله عز و جل : ( فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما ) و هذا الذي لم يحكم بحكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما شجر عنده فيما بين الناس الا حتى وافقه قيا س أو رأى أو قول قائل فلم يحكم النبي صلى الله عليه و سلم و لا سلم له تسليما بل وجد في نفسه حرجا مما قضى به عليه الصلاة و السلام فو ربنا ما آمن ، و إما أن يكون مخالفا للقرآن أو لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم فهذا الضلال المتيقن و خلاف دين الاسلام ، و لا نحتاج ان نطول في هذا مع مسلم قال تعالى : ( تلك حدود الله فلا تعتدوها ) و قال تعالى .

( و من يعص الله و رسوله و يتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها ) و اما ان لا يوجد في القرآن و السنة ما يوافقه نصا و لا ما يخالفه فهذا معدوم من العالم و لا سبيل إلى وجوده قال تعالى : ( اليوم اكملت لكم دينكم ) و قال تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( دعوني ما تركتكم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم و اختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم و إذا نهيتكم عن شيء فاتركوه ) فصح ضرورة انه لا يخرج حكم أبدا عن ان يأمر به الله تعالى على لسان رسوله عليه الصلاة و السلام فيكون فرضا ما استطعنا منه أو ينهى عنه الله تعالى على لسان رسوله عليه السلام فيكون حراما أو لا يكون فيه أمر و لا نهى فهو مباح فعله و تركه و بطل ان تنزل نازلة في الدين لا حكم لها في القرآن و السنة و لو وجدت ، و قد أبى الله عز و جل ان توجد لكان من أراد ان يشرع فيها حكما داخلا في الدين ذم الله تعالى اذ يقول تعالى : ( شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) فان قالوا : نحكم فيها بحكم ما يشبهها من القرآن و السنة قلنا : و أين أمركم الله تعالى بهذا ؟ و هذا هو الشرع في الدين بما لم يأذن به الله ، فان قالوا : قال الله تعالى : ( فاعتبروا يا أولى الابصار ) قلنا : نعم اعتبروا معناه اعجبوا قال الله تعالى ( و ان لكم في الانعام لعبره نسقيكم مما في بطونه من بين فرث و دم ) الآية و ما فهم احد قط من اعتبروا احكموا للشيء بحكم نظيره ، و هذا هو تحريف للكلم عن مواضعه و القول على الله تعالى بالباطل و بما لم يقله ، فان قالوا : قد قال الله تعالى : ( و شاورهم في الامر ) قلنا : نعم فيما أبيح له فعله و تركه لا في شرع الدين بما لم يأذن فيه الله تعالى و لا في إسقاط فرض فرضه الله تعالى و لا في إباحة ما حرمه الله تعالى و لا في تحريم ما أحله الله تعالى و لا في إيجاب ما لم يوجبه الله تعالى و قد قال الله تعالى : ( و اعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الامر لعنتم ) فصح أن الاخذ برأيهم لا يجوز في الدين الا حيث صححه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقط و ما كان هكذا فانما صح طاعة لرسول الله صلى الله عليه و سلم

/ 535