شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
لي في البيعة فقال له أبو عبيدة : استحلفه بالله و خل سبيله ، و نحوه عن عطاء و عن مسروق استحلافهم بالله فقط ، و من طريق إبراهيم النخعي يستحلفون بالله و يغلظ عليهم بدينهم و عن شريح أنه كان يستحلفهم بدينهم و قد ذكرناه قبل عن الشعبي و أما المتأخرون فان أبا حنيفة قال : يستحلف المسلم و الكافر في مجلس الحاكم فأما المسلم فيستحلف بالله الذي لا اله الا هو عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم الطالب الغالب الذي يعلم من السر ما يعلم من العلانية و يستحلف اليهودي بالله الذي أنزل التوارة على موسى و يستحلف النصراني بالله الذي أنزل الانجيل على عيسى و يستحلف المجوسي بالله الذي خلق النار و كل هذا هو قول الشافعي الا انه لم يذكر في التحليف الطالب الغالب وراى أن يحلف في عشرين دينارا أو في جراح العمد عند المقام بمكة و عند منبر النبي صلى الله عليه و سلم بالمدينة و أن يحلف سائر أهل البلاد في جوامعهم ، و أما ما دون عشرين دينارا ففى مجلس الحاكم ، ورأى أن يحلف الكفار حيث يعظمون ، و قال مالك : يحلفون في ثلاثة دراهم فصاعدا في مكة عند المقام . و فى المدينة عن منبر النبي صلى الله عليه و سلم ، و أما سائر أهل البلاد فحيث يعظم من الجوامع و تخرج المرأة المستورة لذلك ليلا و أما ما دون ثلاثة دراهم ففى مجلس الحاكم و يحلف المسلم و الكافر بالله الذي لا اله الا هو ، و قال أحمد بن حنبل : يحلف المسلم بالله في مجلس الحاكم في المصحف و أما الكافر فكما قال الشافعي فيهم سواء سواء ، و ما روينا مثل قول مالك الا عن شريح من طريق سعيد ابن منصور نا هشيم انا داود عن الشعبي عن شريح أنه قال في كلام كثير و يمينك بالله الذي لا إله إلا هو يعنى على المطلوب قال أبو محمد : أما قول أبى حنيفة . و الشافعي فيما يستحلف به المسلم فما ندرى من أين أخذاه و لا متعلق لهم فيه لا بقرآن و لا بسنة صحيحة و لا سقيمة و لا بقول أحد قبل أبى حنيفة ، و قال بعضهم : قلنا على سبيل التأكيد في اليمين فقلنا : ما هذا بتأكيد لان الله تعالى إذا ذكر باسمه اقتضى القدرة و العلم و انه لم يزل و انه خالق كل شيء و اقتضى كل ما يخبر به عن الله تعالى ، فان أردتم أن تسلكوا مسلك الدعاء و التعبد فكان أولى بكم أن تزيدوا ما زاده الله تعالى إذ يقول : ( الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ) الآية فزيدوا هكذا حتى تفنى أعماركم و تنقطع انفاسكم و انما نحن في مكان حكم لا في تفرغ لذكر و عبادة ثم اغرب شيء زيادة أبى حنيفة في اسماء الله تعالى الطالب الغالب فما ندرى من أين وقع عليه ( 1 ) و من كثر كلامه
1 - أورد على المصنف قول الله تعالى في يوسف ( و الله غالب على امره ) فقد جاء من اسمائه الغالب و فيه نظر للمتأمل