شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
حاش الوصية في السفر فقط فانه يقبل في ذلك مسلمان أو كافران من أى دين كانا أو كافر و كافرتان أو أربع كوافر و يحلف الكافر ههنا مع شهادتهم و لا بد بعد الصلاة أى صلاة كانت و لو أنها العصر لكان أحب إلينا بالله لا نشترى به ثمنا و لو كان ذا قربى و لا نكتم شهادة الله انا إذا لمن الآثمين ، ثم يحكم بما شهدوا به ، فان جاءت بينة مسلمون بان الكافر كذبوا حلف المسلمان الشاهدان أو المسلم و المرأتان أو الاربع نسوة بالله لشهادتنا أحق من شهادة أولئك و ما اعتدينا انا إذا لمن الظالمين ثم يفسخ ما شهد به الكفار برهان ذلك قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا ) و الكافر فاسق فوجب أن لا يقبل ، و قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم ان أنتم ضربتم في الارض ) الآية فوجب أخذ حكم الله تعالى كله و ان يستثنى الاخص من الاعم ليتوصل بذلك إلى طاعة الجميع و من تعدى هذا الطريق فقد خالف بعض أوأمر الله تعالى و هذا لا يحل و روينا من طريق محمد بن اسحق عن أبى النضر عن زاذان مولى ام هانئ عن ابن عباس عن تميم الداري في قول الله عز و جل : ( شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت ) الآية قال : بري الناس منها غيري و غير عدى بن بداء و كانا نصرانيين يختلفان إلى الشام فأتيا إلى الشام و قدم عليهما بديل ( 1 ) بن ابى مريم مولى بني سهم و معه جام من فضة [ يريد به الملك ] ( 2 ) هو عظم تجارته فمرض فأوصى إليهما قال تميم : فلما مات أخذنا [ ذلك ] الجام فبعناه بألف ثم اقتسمناه انا وعدى بن بداء فلما قدمنا دفعناه إلى أهله فسألوا عن الجام ؟ فقلنا : ما دفع إلينا هذا فلما أسلمت بعد قدوم النبي صلى الله عليه و سلم [ المدينة ] تأثمت من ذلك فأتيت أهله فأخبرتهم الخبر و أديت إليهم خمسمأة درهم و أخبرتهم أن عند صاحبي مثلها فأتوا به النبي صلى الله عليه و سلم فسألهم البنية ؟ فلم يجدوا فأحلفه بما يعظم به على أهل دينه [ فحلف ] فأنزل الله عز و جل : ( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت ) الآية فحلف عمرو بن العاصي و واحد منهم فنزعت الخمسمائة درهم من عدى بن بداء و من طريق يحيى بن أبى زائدة عن محمد بن أبى القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن ابيه عن ابن عباس قال : كان تميم الداري . وعدى بن بداء يختلفان إلى مكة للتجارة فخرج معهم رجل من بني سهم فتوفى بأرض ليس فيها مسلم فاوصى لهما فدفعا تركته إلى أهله و حبسا جاما من فضة مخوصا بالذهب ففقده أولياؤه فأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستحلفهما رسول الله صلى الله عليه و سلم ما كتمنا و لا اطلعنا ثم عرف الجام بمكة فقالوا :
1 - في النسخ يزيد و هو غلط ( 2 ) الزيادة من التفسير