شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
اذ لو أراد عليه الصلاة و السلام كل مسلم لكان قوله : ( من لا ولي له ) محالا باطلا و حاش له من فعل ذلك فصح أنهم العصبة الذين يوجدون لبعض النساء و لا يوجدون لبعضهن و أما قول أبى سليمان فانما عول على الخبر الثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم من قوله : ( البكر يستأذنها أبوها و الثيب احق بنفسها من وليها ) قال أبو محمد : و هذا لو لم يأت غيره لكان كما قال أبو سليمان لكن قوله عليه الصلاة و السلام : ( ايما إمرأة نكحت بغير اذن وليها فنكاحها باطل ) عموم لكل إمرأة ثيب أو بكر ، و بيان هذا ( 1 ) القول أن معنى قوله عليه الصلاة السلام : ( و الثيب أحق بنفسها من و لها ) انه لا ينفذ عليها أمره بغير اذنها و لا تنكح الا من شاءت فإذا أرادت النكاح لم يجز لها الا بأذن وليها فان أبى أنكحها السلطان على رغم انف الولى الابى ، و أما من لم ير لولى معنى فانهم احتجوا بقول الله تعالى : ( حتى تنكح زوجا غيره ) و بقول الله تعالى : ( فإذا بلغن أجلهن فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن ) و قد قلنا : ان قوله تعالى : ( و أنكحوا الايامى منكم ) بيان في ان نكاحهن لا يكون الا باذن الولى ، و احتجوا بأن أم حبيبة أم المؤمنين رضى الله عنها زوجها النجاشي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذا لا حجة لهم فيه لان الله تعالى يقول : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم ) فهذا خارج من قوله عليه الصلاة و السلام : ( أيما إمرأة نكحت ( 2 ) بغير اذن وليها فنكاحها باطل ) ، و وجه آخر و هو أن هذا القول من رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الزائد على معهود الاصل لان الاصل بلا شك ان تنكح المرأة من شاءت بغير ولي فالشرع الزائد هو الذي لا يجوز تركه لانه شريعة واردة من الله تعالى كالصلاة بعد ان لم تكن و الزكاة بعد ان لم تكن و سائر الشرائع و لا فرق ، و احتجوا بخبر فيه ان عمر بن أبى سلمة هو زوج ام سلمة أم المؤمنين رضى الله عنها من النبي صلى الله عليه و سلم ، و هذا خبر انما رويناه من طريق ابن عمر بن أبى سلمة و هو مجهول ، ثم لو صح لكان القول فيه كالقول في حديث أم حبيبة سواء سواء مع أن عمر بن أبى سلمة كان يومئذ صغيرا لم يبلغ ، هذا لا خلاف فيه بين أحد من أهل العلم بالاخبار فمن الباطل أن يعتمد رسول الله صلى الله عليه و سلم على عقد من لا يجوز عقده و يكفى في رد هذا كله ما حدثناه يحيى بن عبد الرحمن بن مسعود نا أحمد بن دحيم بن خليل نا إبراهيم بن حماد نا اسماعيل بن إسحاق نا عارم هو محمد بن الفضل نا حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال : لما نزلت في زينب بنت جحش ( فلما قضى زيد منها وطرأ زوجناكها ) قال : فكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه و سلم تقول : زوجكن اهلوكن
1 - في النسخة رقم 14 و بين هذا ( 2 ) في النسخة رقم 14 تزوجت