شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
من نار فاقبلها ) و فى بعضها ( جمرة بين كتفيك تقلد بها أو تعلقها ) قال أبو محمد : و هذه آثار واهية لا تصح ، أما حديث ( لا تأكلوا به ) فرواية أبى راشد ( 1 ) الحبر انى و هو مجهول ، ثم لو صح لم تكن لهم به حجة لان الاكل أكلان أكل بحق و أكل بباطل فالأَكل بحق حسن و قد مضى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أصحابه إلى المدينة كمصعب بن عمير و غيره يعلمون الانصار القرآن و الدين و ينفق الانصار عليهم قال الله تعالى : ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ) فأنكر الله عز و جل على من نهاهم عن النفقة على اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أشد النكير و أما حديث أبى بن كعب فان أحد طرقه في روايته الاسود بن ثعلبة و هو مجهول لا يدرى من هو ، و الاخرى من طريق أبى زيد عبد الله بن العلاء و هو مجهول لا يدرى من هو ، و الثالثة من طريق بقية و هو ضعيف فسقطت كلها ، و الصحيح من ذلك ضد هذا و هو ما رويناه من طريق البخارى نا سيدان ( 2 ) بن مضارب الباهلى نا أبو معشر البراء هو يوسف بن يزيد حدثني عبيد الله بن الاخنس أبو مالك عن ابن أبى مليكة عن ابن عباس ( أن رجلا قال : يا رسول الله آخذ على كتاب الله أجرا ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ان أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله عز و جل ) و من طريق أبى داود نا عبد الله بن معاذ نا أبى نا شعبة عن عبد الله بن أبى السفر عن الشعبي عن خارجة بن الصلت عن عمه ( انه رقى مجنونا بأم القرآن فأعطاه أهله شيئا فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : كل فلعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق ) فصح ان الاكل بالقرآن في الحق و فى تعليمه حق . و ان الحرام انما هو أن يأكل به رياء أو لغير الله تعالى ، و موهوا بالخبر الساقط الذي رويناه من طريق سعيد بن منصور نا أبو معاوية نا أبو عرفجة الفاشي عن أبى النعمان الازدى قال : ( زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم إمرأة على سورة من القرآن ثم قال : لا يكون لاحد بعدك مهرا ) فهذا خبر موضوع فيه ثلاث عيوب ، أولها انه مرسل و لا حجة في مرسل اذ رواه شعبة عن أيوب ، و الثاني ان أبا عرفجة الفاشي مجهول لا يدرى أحد من هو ، و الثالث ان أبا النعمان الازدى مجهول أيضا لا يعرفه أحد ، و موه بعضهم بالخبر الذي فيه ان أبا طلحة تزوج أم سليم رضى الله عنهما على ان يسلم فلم يكن لها مهر غيره ، و هذا لا حجة لهم فيه لوجهين ، أحدهما ان ذلك كان قبل هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم بمدة لان أبا طلحة قديم الاسلام من أول الانصار اسلاما و لم
1 - في النسخة رقم 14 فرواه أبو راشد ( 2 ) هو بكسر السين المهملة