شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ان لم يتب و زيد لم يفته مع رسول الله صلى الله عليه و سلم الا غزوتان فقط بدر واحد فقط و شهد معه عليه السلام سائر غزواته ، و أنفق قبل الفتح و قاتل و شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة بالحديبية و نزل فيه القرآن و شهد الله تعالى له بالصدق و بالجنة على لسان رسوله عليه السلام انه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة ، و نص القرآن بأن الله تعالى قد رضي عنه و عن أصحابه الذين بايعوا تحت الشجرة فو الله ما يبطل هذا كله ذنب من الذنوب الردة ( 1 ) عن الاسلام فقط و قد أعاذه الله تعالى منها برضاه عنه و أعاذ أم المؤمنين من أن تقول هذا الباطل و الرابع أنه يوضح كذب هذا الخبر أيضا أنه لو صح أن زيدا أتى أعظم الذنوب من الربا المصرح و هو لا يدرى انه حرام لكان مأجورا في ذلك أجرا واحدا آثم و لكان له من ذلك ما لا بن عباس وضى الله عنه في إباحة الدرهم بالدرهمين جهارا يدا بيد و ما لطلحة رضى الله عنه اذ أخذ دنانير مالك بن أوس ثم أخره بالدراهم في صرفها إلى مجئ خازنه من الغابة بحضرة عمر رضى الله عنه فما زاد عمر على منعه من تعليمه و لا زاد أبو سعيد على لقاء ابن عباس و تعليمه ، و ما أبطل عمر . و لا أبو سعيد بذلك تكبيرة واحدة من عمل طلحة . و ابن عباس وكلا الوجهين بالنص الثابت ربا صراح ، و لا شيء في الربا ( 2 ) فوقه فكيف يظن بأم المؤمنين إبطال جهاد زيد بن أرقم في شيء عمله مجتهدا لا نص في العالم يوجد بخلافه لا صحيح و لا من طريق واهية هذا و الله الكذب المحض المقطوع به فليتب إلى الله تعالى من ينسبه إلى أم المؤمنين و من يحرم به في دين الله تعالى ما لم يحرمه الله تعالى و لا رسوله صلى الله عليه و آله فهذه براهين أربعة في بطلان هذا الخبر و انه خرافة مكذوبة ثم نقول : إنه لو صح صحة الشمس لما كان لهم فيه حجة لوجوه أولها أنه قول من أم المؤمنين و ما قولها بأولى من قول زيد و ان كانت أفضل منه إذا تنازعا لان الله تعالى يقول : ( فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول ان كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ) و لم يأمرنا ( 3 ) بالرد إلى احد دون القرآن و السنة ، و الثاني ان نقول لهم كم قولة رددتموها لام المؤمنين بالدعاوي الفاسدة كبيعها المدبرة و إباحتها الاشتراط في الحج فاطرحتم حكمها و تعلقتم بمخالفة عمر لها في المدبرة ، و صح عن عمر من قدم ثقله من منى قبل ان ينفر فلا حج له و الاشتراط في الحج فاطرحتم قول عمر و لم تقولوا : مثل هذا لا يقال بالرأي فلم يبق الا انه توقيف و خالفتموه لقول ابنه : لا أعرف الاشتراط في الحج فمرة يكون قول أم المؤمنين حجة و مرة لا يشتغل به و مرة تكون عائشة حجة على زيد بن أرقم . و عمر حجة على عائشة .و ابن عمر حجة على عمر و غير ابن عمر حجة على ابن عمر ، و هذا هو التلاعب بالدين و بالحقائق ،
1 - في النسخة رقم 14 الا الردة ( 2 ) في النسخة رقم 14 لا شيء في الربا ( 3 ) في النسخة رقم 14 ( فأمر )