شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
فانما كره ابن عمر زواج المرء من أعتقها لله عز و جل فقط ، فبطل كيدهم الضعيف في هذه المسألة قال أبو محمد : و الخبر المذكور عن ابن عمر كتب به إلى داود بن بابشاذ قال : نا عبد الغنى بن سعيد ثنا هشام بن محمد بن قرة نا أبو جعفر الطحاوي فذكر الحديث الذي ذكرنا آنفا ، ثم قال : فقد روى هذا ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم كما ذكرنا ثم قال : هو من بعده عليه الصلاة و السلام في مثل هذا انه يجدد لها صداقا نا بذلك سليمان بن شعيب نا الخصيب هو ابن ناصح حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر مثل ذلك قال أبو محمد : هذا نص كلام الطحاوي و لم يذكر كلام ابن عمر كيف كان و لعله لو أورده لكان خلافا لظن الطحاوي ، و هذا الحديث ليس مما رواه أصحاب حماد بن سلمة الثقات عنه ، و الخصيب لا يدرى حاله و ليس بالمشهور في اصحاب حماد ابن سلمه فهو أمر ضعيف من كل جهة ، و الخبر الاول من رواية ابن عمر لا من جويرية هو من رواية يعقوب بن حميد بن كاسب و هو ضعيف ، و ذكروا أيضا الخبر الذي رويناه من طريق محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة أم المؤمنين أن جويرية قالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم : ( انها وقعت في سهم ثابت بن قيس ابن الشماس أو ابن عم له و انها كاتبته و أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم تستعينه في كتابتها و انه عليه الصلاة و السلام قال لها : أو خير من ذلك أقضي عنك كتابتك و أتزوجك ) قالوا : و ليس هذا لاحد بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يؤدى كتابة مكاتبة لغيره و يتزوجها بذلك قال أبو محمد : قبل كل شيء فان هذا خبر لا تقوم به حجة انما رويناه عن محمد بن إسحاق من طريقين ضعيفين ، أحدهما من طريق زياد بن عبد الله البكائى . و الآخر من طريق اسد بن موسى و كلاهما ضعيف ثم لو صح لكان لا يخلو من أن ثابت بن قيس وهبها لرسول الله صلى الله عليه و سلم اذ عرف رغبته عليه الصلاة و السلام فيها و لم تكن أدت من كتابتها بعد شيئا فبطلت الكتابة و صارت لرسول الله صلى الله عليه و سلم اذ لا يجوز أن يظن بثابت أو بصاحب هذا أصلا ، و أيضا فلو لم يكن ذلك و تمادت على كتابتها حتى عتقت بأدائها أو بأداء رسول الله صلى الله عليه و سلم إياها عنها لكانت مولاة ثابت و هذا لم يقله أحد قطعا و لا اختلف أحد من أهل العلم في انها لم تكن مولاة ثابت أصلا فوضح سقوط ما رواه أسد . و زياد و بطل تعلقهم بهذه الملفقات التي لا تغني من الحق شيئا ، و موهوا ايضا بما حدثناه حمام بن أحمد نا عباس بن اصبغ نا محمد بن عبد الملك بن أيمن نا اسماعيل