شرح المحلی جلد 9
لطفا منتظر باشید ...
تعالى التوفيق و ربما يموهون بما نذكره مما روينا من طريق الحجاج بن المنهال نا همام ابن يحيى أنا قتادة عن جلال بن أبى الجلال العتكى عن أبيه أن رجل خطب إلى رجل ابنته من إمرأة عربية فأنكحها إياه فبعث اليه بابنة له أخرى أمها أعجمية فلما دخل بها علم بعد ذلك فأتى معاوية فقص عليه فقال : معضلة و لا ابا حسن و كان على حربا لمعاوية فقال الرجل لمعاوية فأذن لي أن آتيه فاذن له معاوية فأتى الرجل على بن أبى طالب فقال : السلام عليك يا علي فرد عليه السلام فقص عليه القصة فقضى على على أبى الجارية بان يجهز ابنته التي أنكحها إياه بمثل الصداق الذي ساق منها لاختها بما أصاب من فرجها و أمره أن لا يمس إمرأته حتى تنقضى عدة أختها ، قال الحجاج بن المنهال : و أخبرنى هشيم قال : أخبرني المغيرة عن إبراهيم النخعي أن رجلا تزوج جارية فأدخل عليه غيرها فقال إبراهيم : للتي دخل بها الصداق الذي ساق و على الذي غره أن يزف اليه إمرأته بمثل صداقها قال أبو محمد : هذا كله عليهم لا لهم لانه ليس في شيء من هذين الخبرين ان للزوج في ذلك حقا و لا اربا انما فيهما أن يضمن للتي زوجت منه و زف اليه غيرها صداقها الذي استهلك لها و أعطى لغيرها بغير حق و هكذا نقول ، ثم هم يخالفون هذه الرواية عن على في موضعين ، أحدهما انه جعل للتي زفت اليه الصداق الذي سمى لاختها و هم لا يقولون بهذا بل انما يقضون لها بصداق مثلها ، و الموضع الثاني أمر على له أن لا يطأ التي صح نكاحه معها الا حتى تنقضى عدة الاخرى التي زفت اليه و هم لا يقولون بهذا ، فمن المقت و العار و الاثم تمويه من يوهم أنه يحتج بأثر هو أول من يخالفه و نعوذ بالله من الخذلان ، هذا مع أن الجلال بن أبى الجلال مشهور و بما أخبرناه أحمد بن قاسم نا أبى قاسم بن محمد بن قاسم نا جدي قاسم بن أصبغ نا أحمد بن زهير نا الحسن بن حماد نا يحيى بن يعلى عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن الحسن عن أنس فذكر خطبة على فاطمة رضى الله عنهما ( و ان عليا باع درعه بأربعمائة و ثمانين قال : فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعتها في حجره فقبض منها قبضة فقال : يا بلال أبغنا بها طيبا و أمرهم أن يجهزوها ) قال : فجعل لنا سرير مشروط بالشريط و وسادة من أدم حشوها ليف و ملء البيت كثيبا قال أبو محمد : و هذا حجة عليهم لانه لا تبلغ قبضة في طيب و سرير مشروط بالشريط و وسادة من أدم حشوها ليف عشر أربعمائة درهم و ثمانين درهما فظهر فساد قولهم و الحمد لله رب العالمين