شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فمن علم ذلك من تقدير الله و اجراء العاده جاز ان يصيب و يتفاوت الناس فى اصابه الاحكام على حسب اختلافهم فى العلم، بعاده اجراها الله فى السماء و الارض، هذا كله من الجائز الذى لا يدفعه العقل، فاما ثبوته على هذا
الوجه فموقوف على السمع فان اثبت السمع القاطع اطراد هاتين العادتين، فذلك طريق للعلم و ان لم يثبت السمع لم يبق الا الشك و ان ثبتت اماره فقصارى حال المنجم الظن.ثم اضافه السعاده و النحوسه الى النجم محال، و هذا مثل اضافه يد زيد اليه و اجراء السفينه الى الريح و الرى و الشبع الى الطعام و الشراب الولد الى الوالد، و كل ذلك من فعل الله تعالى و احداثه.ج- نظم رهوات فرجها: اى جعل عوالى امكنتها و منخفضاتها متصله من غير ان يترك فيها خللا.و لا حمت الشى ء بالشى ء: اذا الصقته به وشج: اى وصل بين تلك الصدوع، و بين ازواجها: اى اشباهها اشاره الى كون السموات السبع طباقا بعضها فوق بعض، منظومه رهوات شقوقها بين كل سماء و سماء متساويا بلا تعليق بعضها الى بعض، متشابه صدوع جميعها قد سهل الله حزونه درجها للملائكه النازلين الى الارض و غيرها و كانت السموات سماء مرتقيه: ففتقها الله تعالى سبع سموات.و اشراجها: منفسحها و شرج العيبه: عروقها و مجره السماء تسمى شرجا و شرج الوادى منفسحه، و الجمع اشراج.و النقب: الطريق فى الجبل و جمعه نقاب، تمور: اى يضطرب و يتحرك.بايديه: اى بقوته و يتعلق الياء بامسكها و روى بائده اى هالكه و روى رائده من راد ير
ود اذا جاء و ذهب مبصره اى يبصر بها، و فى ضوئها من ليلها اى من آيات ليلها و هى النجوم و ناط: اى علق.قال الكلبى: الفلك استداره السماء عن الليث جاء فى الحديث ان الفلك دوران السماء و هو اسم للدوران خاصه و عند المنجمين انها سبعه اطواق دون السماء، قد ركبت فيها النجوم السبعه فى كل طواق منها نجم و بعضها ارفع من بعض.مسترقى السمع: كان الشياطين قبل مبعث النبى صلى الله عليه و آله يصعدون السماء و يسمعون كلام الملائكه على السرقه، و يوجهون الى اوليائهم من الكفار.قوله عليه السلام: ثم خلق سبحانه لاسكان سمواته.ع- صفيحه كل شى ء عريضه و صفيحه وجهه و الزجل: الصوت.حظائر القدس و سترات الحجب و سرادقات المجد.قيل: هذا اسماء منازل الملائكه، و هى اماكن معينه لطوائف مخصوصه يلازمونها بامر الله تعالى، و يقيمون عبادته فيها.الرجيج: الصوت بالهيبه، و السبحات: الجلاله و العظمه اى لهم سبحات نور، و قيل معناه قوله تعالى: الله نور السموات و الارض الايه و يروى يسبح فى بحار عزته.قال الوبرى: يجوز ان يكون اقصى ما ينتهى اليه الملائكه انوارا خالصه يقصر عنها نهضات الملائكه، فلا ينتهى الى اقصاها فيعتبروا بها و يستدلوا بها على الله تعالى، و يكون لطفهم فى ذلك.قوله: لا ينتحلون ما ظهر فى الخلق من صنعه و لا يدعون انهم يخلقون شيئا معه مما انفرد به.انما حسن وصف الملائكه بذلك و تخصيصهم به لانه لو صح فى المقدور احداث الاجسام، و تدبير الاحياء و تصريفهم من حال الى حال لكان الملائكه اولى بذلك، لكثره قواهم و تقدمهم فى العلوم، ثم مع ذلك يستحيل منهم ان يخلقوا ادنى الاجسام من ذره فما قوقها، فغيرهم من الخلق اعجز بطريق الاولى.لا يسبقونه بالقول: خص القول لانه اسرع وجودا.جعلهم فيما هنالك اهل الام
انه على وحيه.هذا خصوص فى صيغه العموم لان الرسل الى بنى آدم من الملائكه، انما هو بعضهم لا كلهم، و ان كان كلهم رسلا، بعضهم الى بعض.فما منهم زائغ عن سبيل مرضاته.دليل على عصمتهم، و نفى المعصيه عنهم، عنى بالابواب الذلل: الادله الموديه الى المعارف.و نصب لهم منارا: هو كالاشاره الى كلمات الله المنبهه: على التوحيد.و الاعلام: هى الادله العقليه: و قيل يعنى مراتب الوجود و الوسائط.و لم ترتحلهم عقب الليالى و الايام: العقبه النوبه قيل: اشاره بذلك الى انه لا ليل فى السماء و لا نهار فان النهار عباره عن زمان ظهور الشمس، و الليل عباره عن زمان غروبها و انما الطلوع و الغروب بالنسبه الى الارض و اهلها و قيل: الملائكه ليسوا على طبايع الحيوانات التى فى دار الدنيا فلا تغيرهم الاوقات و الازمان ثم نبه على انه ليست فيهم اخلاق رديه و قوى شهوانيه و غضبيه و لاق فى الاصل: بمعنى لصق يتعدى و لا يتعدى، و لاق به كذا اى لبق و علق الدلح: الثقال بالماء.و الايهمان عند اهل الباديه السيل و الجمل الهائج، و عند اهل الامصار السيل و الحريق.