شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الشرح: قوله عليه السلام: فمن استطاع عند ذلك ان يعتقل نفسه على الله فليفعل الى آخره.اى يحبس نفسه على طاعه الله.كمرجل القين: العرب تسمى كل محترف قينا قال الشاعر: ولى كبد مجروحه قد بدابها صدوع الهوى لو كان قين يقينها و فى الصحاح فنت الشى ء اقينه قينا لممته و استشهد بهذا البيت، فمن ذهب الى ان اليقين هو المتحرف اراد به بوطقه الصائغ و مرجل الصباغ، و من ذهب الى ان القين هو الحداد فحسب اراد به الحفره التى يذاب فيها الحديد.فبا لايمان يستدل على الصالحات و بالصالحات يستدل على الايمان: اى من عرف منه التصديق باركان الاسلام وجب الظن به و انه يقوم بما يقتضيه الايمان و يدعو اليه و اذا عرف منه سداد الطريقه وجب حسن الظن به بانه مومن، و بالايمان يعمر العلم قيل: انما بتفصيل العلوم فى الدين من كان عالما بالجمل، و من جهل الجمله،.فهو من التفصيل ابعد و قيل: العباده سبب للسعاده الكبرى و مرجع العباده الى المعرفه و الايمان.فان محبه الله لا تغلب على القلب الا بعد المعرفه، و الايمان و المعرفه سبب المحبه، و المحبه سبب كثره الذكر، كما قال صلى الله عليه و آله.من احب شيئا اكثر ذكره، و الذكر الكثير سبب للعباده الظاهره فان الالتذاذ، بذكر الله لا يحصل الا بانقطاع علائق الشهوات، و ذلك الانقطاع لا يتيسر الا بالاجتناب عن المعاصى لذلك قال اميرالمومنين بالايمان يستدل على الصالحات و بالصالحات يستدل على الايمان.و بالايمان يعمر العلم: و قيل ان العلم علمان علم يتعلق باحوال القلب و علم يتعلق بالاعتقاد، اما الاول فمعرفه المنجيات، و المهلكات مثل الكبر و الحسد و الرياء، و العجب، و غير ذلك: و ذلك فرض الايمان، فالعلم بذلك و بما ينفيه واجب على كافه العق
لاء، فان هذا مرض عام و يعالج صاحبه بالعلم اما العلم بصحه البيع و عقد السلم و الرهن و غير ذلك ففرض على الكفايه يجب على من يشتغل بشى ء منه ان يعلمه و ربما لا يحتاج اكثر الناس الى ذلك و لكن لا يستغنى الناس عن احوال القلب.اما الثانى و هو المتعلق بالاعتقاد، فهو ازاله الشك الطارى على الاعتقاد فقول النبى صلى الله عليه و آله طلب العلم فريضه على كل مسلم، و قول اميرالمومنين عليه السلام بالايمان يعمر العلم يدلان على ان طلب العلم واجب على كل مومن، و لا يستغنى عنه واحد من المومنين، و لكن مع تفاوت الطلاب و تفاوت العلوم، فيحتاج كل مومن الى علم لا يتم و لا يقبل منه علمه الا بذلك العلم.مرقلين: اى مسرعين و الارقال، ضرب من الخيب.ان الامر بالمعروف و النهى عن المنكر لخلقان من خلق الله سبحانه الخلق هنا: السنه، يعنى ان الدعاء الى المحاسن بالتعريف و الهدايه و التحسين، و الصرف عن القبائح و سوء العاقبه سنه الله، فانه تعالى خلق الخلق ليهديهم الى المحاسن و يمنعهم عن القبائح حتى يستحق كل واحد منهم الثواب فى العقبى، فهذه سنه الله فى العباد، فمن احيا هذه السنه بين العباد فدعا الى المعروف و امر به و نهى عن المنكر و ما رضى به، و كرهه الى
الناس سعد كذا و كذا، فاقام به كان آخذ بسنه الله تعالى حيث قال تعالى: و لكن الله حبب اليكم الايمان و زينه فى قلوبكم و كره اليكم الكفر و الفسوق و العصيان، و انهما لا يقربان من اجل و لا ينقصان من رزق، يعنى ان الامر بالمعروف و النهى عن المنكر لا ينقصان العمر و الرزق فلا يجب ان يخاف المسلم منهما.ج: اليقين عند العرب كل من يعمل بالنار، و المراد به هاهنا الصياغ (بالايمان يستدل على الصالحات) اى من كان مومنا يدله ايمانه على فعل الاعمال الصالحه و من علم كون غيره مومنا ثم شاهد منه الاعمال الشرعيه علم ان له عليها ثوابا و انها من الصالحات، و كذلك اذا شاهد من غيره عملا صالحا صار ذلك اماره له على ايمانه، (و بالايمان يعمر العلم) اى من لم يكن مومنا و ان حصل علوما.و بالعلم يرهب الموت: مقتبس من قوله تعالى: انما يخشى الله من عباده العلماء.ع- و من علم انه لابد من الموت تزود لما بعد الموت، و قال عليه السلام: اكثروا ذكر هادم اللذات، و قال رسول الله صلى الله عليه و آله: من تذكر الموت فى كل يوم عشرين مره فله اجر الشهداء.