شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فكل من رجا عرف رجاوه فى عمله الا رجاء الله فانه مدخول و كل خوف محقق الا خوف الله فانه معلول.الدخل: العيب و الريبه، يقال دخل فلان، فهو مدخول اى فى عقله دخل، و نحله مدخول اى جوفها عفن.قال بعض المحققين: الخوف و الرجاء جناحان بهما يطير المرء الى سرادق النجاه، و قيل ان الخوف مثل السوط، و الرجاء مثل الزمام، و يتولد من الرجاء المحبه، و لا مقام وراء المحبه كما قال يحبهم و يحبونه، و قال: الذين آمنو اشد حبا لله، و قال النبى صلى الله عليه و آله: لا يموتن احدكم الا و هو حسن الظن بربه، اوحى الله تعالى الى يعقوب و قال كنت تخاف الذنب و تخاف عصيان اولادك فقاسيت ما قاسيت، و لو رجوتنى و توكلت على حفظى و كلائى لكان الامر بخلاف ذلك و لكن قد جرى القلم.فرق بين الرجاء و الغرور.فان من القى البذر النقى فى الارض الطيبه منتظرا رحمه الله، فهو الراجى فله الرجاء، و من القى البذر الفاسد فى السباخ و ينتظر نباته فهو صاحب الغرور، و من القى البذر النقى فى الارض الطيبه و ما سقاهما منتظرا لصيب من السماء فهو المتمنى و المتشهى، و قال النبى صلى الله عليه و آله ليس الدين بالتمنى و لا بالتشهى، و الاعراض عن سقى الزرع مع التمكن، و هو ا
لعمل الصالح من باب القنوط لا من باب الرجاء.قال الله تعالى: فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ياخذون عرض هذا الادنى و يقولون سيغفرلنا.والخوف: حاله من حالات القلب و له سبب و ثمره، فسببه التوحيد و المعرفه، و الاطلاع على الخطر، و ثمرته تنغيص نيل الشهوات عنده كما ان من وقع فى مخالب الليث لا يخطر بباله ما يشتهيه من الاموال و النساء و ثمرته فى الظاهر الاجتناب عن المعاصى فمن منعه الخوف عن الحرام، فهو ورع و من منعه الخوف عن الشهوات فهو عفيف.من منعه الخوف من الشبهات و عن الرخص الموديه الى الحرام فهو المتقى، و من منعه الخوف عمالا يعنيه و عما سوا منجياته، فهو الصديق فاعلى درجات الخائفين، الصدق، ثم التقوى، ثم العفه ثم الورع فهذه علامات الرجاء و الخوف.الضمار: ما لا يرجى من الدين و الوعد: و كل ما لا يكن منه على ثقه قال الراعى: حمدن مزاره فاصبن منه عطا لم يكن عده ضمارا تدعى بزعمه انه يرجو الله اى يزعم انه راج لله و خائف منه، و لا يظهر لذلك علامه اذ لا يطلب رضاه تعالى، بل ينقطع الى الدنيا و ان رجا غيره تعالى او خافه بالغ فى ذلك.عنى بالكبير الثواب و بالصغير عرض الدنيا.والاسوه: القدوه.