شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
قيل: المراد به ان من يقع فيها يعمى عن طريق النجاه منها لشدتها و صعوبتها كما قال تعالى: بلدا آمنا، اى يامن الانسان فيه.و يكدح فيها مومن: اى يسعى و يداب و لا يعطى حقه حتى بموت و روى و يدرج مومن شتان: الفراء يخفض نونه، و هو يعمل عمل الفعل و ان كان اسما و معناه بعد، و ما صله، و يومى فاعل شتان، و يوم حيان مرفوع معطوف على يومى، و حيان و جابر ابنا السمير بن عمرو، كان حيان صاحب الحصن باليمامه و كان سيدا مطاعا يصله كل سنه كسرى فكان فى نعمه و رفاهيه، و لا يسافر ابدا و كان مصونا من و عثاء السفر.فيقول: الاعشى حيان فى حصن حصين و نعمه و انا فى سفر و مشقه و اول القصيده: شاقتك من قيله اطلالها بالشط فالوبر الى حاجر دارلها غير لا ياتها كل ملث صوبه زاجر و الاعشى هذا هو ميمون بن جندل من بنى قيس، و يتمثل هذا البيت كل من كان فى مشقه و عناء و تعب، و غيره فى راحه و خفض عيش.قال ابن جنى: معنى البيت ما ابعد ما بين
يومين مرا على احدهما يوم ركبت ناقتى و قاسيت مشاق الاسفار و يوم استقر بى المكان عند حيان،.فى خفض من العيش، ودعه و كرامه، و جايزه يمدحه بذلك و يشكر معروفه، عنده.تشطرا: و يروى تشاطرا اى تناصفا ما فى ضرعها.فادلى بها الى فلان اى القاها اليه، و ارسلها الى جهته من قولهم ادليت الدلو اذا القيتها الى البئر، و منه ادلى الرجل بحجته.قوله فيا عجبا بينما يستقيلها فى حيوته اذ جعلها لاخر بعد وفاته من دقيق المجانسه و شديد الموافقه، لان من يستقبل من الامر على ظاهر الحال، يجب ان يكون زاهدا فيه، منقضبا منه، متبرما به.فاذا عقده لغيره،.و وصى به،.الى سواه فهو على غايه التسمك به و التمحل لاوقاره و التلبس لاوزاره.لشد ما تشطرا ضرعيها: اى اقتسما منفعتها من الشطر الذى هو النصف و البيت الذى انشده لاعشى قيس،.من قصيده اولها: علقم ما انت الى عامر الناقض الاوتار و الوتر حيان اخو جابر رجل من بنى حنيفه، كان ينادم الاعشى، و هو من سادات بنى حنيفه فاراد ما ابعد ما بين يومى على كور المطيه آداب و انصب فى الهواجر و الضائر، و بين يومى وادا قارا متادما لحيان اخى جابر فى نعمه و خفض و امن و خصب.روى ان حيان هذا كان شريفا معظما عتب على الاعشى كيف نسبه الى اخيه و عرفه به فاعتذر بان القافيه ساقته الى ذلك، فلم يعذره و الغرض فى تمثيله عليه السلام بهذا البيت تباعد ما بينه عليه السلام و بين القوم لانهم فازوا بارائهم و رجعوا بطلابهم و ظ
فروا بما قصدوه و اشتملوا على ما اعتمدوه و هو عليه السلام فى اثناء ذلك كله محق فى حقه مكد فى نصيبه، فالبعد كما تراه بينهم بعيد و الاختلاف شديد و الاستشهاد بالبيت واقع فى موقعه، وارد فى موضعه.قوله عليه السلام: فصيرها فى تاجيه خشناء يجفو مسها و يعظم كلمها.انما هو تعريض لجفا خلق الرجل الثانى للاول، و ضيق صدره، و نفار طبعه.قوله: كراكب الصعبه ان اسلس لها تقحم و ان اشنق لها خرم.اى خرق انفها لان الذام يكون متصلا بالانف فاذا والى بين جذبه، لشده امساكه خرقه و خرم بمعنى خرق، و تقحم مثل عسف اى ورد ما يكره وروده من الموارد، و ياتى سلوكه من المقاصد، فبلى الناس و روى و الخبط: السير على جاده و محجه.الشماس: النفار، و التلون: التقلب و التبدل و الاعتراض: هنا ضرب من التلون و التغير و ترك لزوم القصد و الجاده يقال: مشى العرضه اى ترك القصد و المحجه و سار فى عرضها عاسفا خابطا.الحوزه: الناحيه و اشنق البعير براسه رفعه يتعدى و لا يتعدى و شنق لناقته و اشنق لها اى عاجها كذا فى كتاب ينابيع اللغه و غيره.خرم: قطع: و خرم عدل عن الطريق ايضا و اعتراض: بالضاد و الصاد معا و بالصاد غير المعجمه النشاط.