شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
المشاعر الحواس قال الشاعر: و الراس مرتفع فيه مشاعره
يهدى السبيل له سمع و عينان يعنى اذا تحقق انه خالق الحواس، فقد تحقق انه لا حواس له.و بمضادته بين الامور عرف ان لا ضد له.لانه لو كان فيها ما يضاده تعالى لم يجزه وجود شى ء منها مع وجوده تعالى لاستحله وجود الضدين و تضادهما يترجع الى الوجود لا الى المحال و لا يجوز ان يكون غير هذه الاشياء، و غير هذه الاجناس ضدا له تعالى لان ما ليس بجسم و لا جوهر و لا عرض و لا قديم، فهو غير معقول، و ما لا يعقل لا يجوز تعليق الحكم به، و ما لا يكون معقولا، فهو ابعد من المحال لان المحال معقول.و بمقارنته بين الاشياء عرف آن لا قرين له.لانها محدثات، و هو تعالى قديم، و لا يحوز ان يكون المحدث مثلا للقديم.ضاد النور بالظلمه.قال الوبرى: المضاده بين الابيض و الاسود لا يرجع الى الجسمين لان الاجسام متمائله، و المثل لا يضاد مثله، و انما المضاده يرجع الى لونها و هو السواد و البياض، و بطريق المجاز يقال فى الجسمين انهما متضادان.لا يشمل بحد: قال: لان الحدود اقطار الشى ء و جوانبه و الاقطار انما يشتمل على جواهر مجتمعه و اذا لم يكن القديم تعالى جوهرا و لا جسما استحالت عليه الاقطار و الحدود.و لا يحسب بعد: قال: الشى ء انما يعد اذا كان ذا اجزاء مت
ماثله، و ذلك لا يجوز على الله تعالى، لانه لا جزء له و لا مثل فلا يجوز ان يعد.انما تحد الادوات انفسها، و تشير الالات الى نظائرها.قال الامام الوبرى: ان بعض الانسان يكون حدا له لان الحد طرفه و انما يجوز الطرف للمتحيز المبتض الذى ( ان يكون المشار اليه جسما مثله، و كما لا يجوز ان يكون المشير غير جسم، كذلك المشار اليه لا يجوز ان يكون غير جسم، و لهذا يستحيل ان يكون الله تعالى مشار اليه لانه ان يكون جسما شاغلا الى)، صار فى حكم شى ء واحد بحلول الحياه فيه، فالاداه لها غايتان احداهما جملتها التى الادوات بعضها و الثانيه ما يشير اليه و يقصد نحوه، و هو الشاغل للسمت الفارغ، فكما وجب ان يكون غايتها الاولى من جنس لالداه، فيكون جسما شاغلا للجهه وجب ان يكون الغايه الثانيه فهى المشار اليها جسما شاغلا للسمت المقابل للاداه و هو معنى.قوله و تشير الالات الى نظائرها: لان الجسم لا يجوز ان يقابل الاجسام مثله فاذا كان احد المقابلين جسما، و هو المشير، وجب ان يكون المشار اليه جسما مثله، و كما لا يجوز ان يكون المشير غير جسم، كذلك المشار اليه لا يجوز ان يكون غير جسم، و بهذا يستحيل ان يكون الله تعالى مشار اليه لانه يسحيل ان يكون
جسما شاغلا للسمت، و استحال ايضا ان يكون مشيرا.منعتها منذ القدمه: قال الامام الوبرى: ان هذه الكلمه وضعت لافاده تغيير وقت الحدوث فيقال: ما رايت فلانا منذ شهر، فيفيد انقطاع ذلك من غايه الشهر، و اذا كان كذلك، فما من شى ء من الاشياء سوى الله تعالى الا و يجوز اطلاق هذه الكلمه عليه، فيقال ان كذا وجد منذ شهر او منذ عام او منذ الف عام، الى ما زاد على ذلك، و اذا صحبتها علامه الحدوث استحالت ان تكون قديمه و اذا استحال اطلاق هذا اللفظ على الله، لكونه قديما، فلا يقال كان الله منذ كذا، دل على انه مخالف للاشياء.قد روى عن اميرالمومنين عليه السلام انه سئل متى كان الله فاجاب و قال: متى لم يكن.و حمتها قد الازليه: قال لانها اداه يفيد تحقيق المضى اما مضى الشى ء او مضى وقت حدوثه، و كلاهما دليلان على استحاله القدم فيها، فلهذا لا يقال فى الله قد كان الله.و جنبتها لو لا التكمله: قال ان الله تعالى قضى ان يكون خلقه شاهدا و دليلا و داعيا الى طلب الاخره.