شرح نهج البلاغه نسخه متنی

ج- رجب البلعوم: اى معاويه، و هذا كنايه عن كثره الاكل، و كان ياكل و يكثر ثم يقول: ارفعوا فوالله ما شبعث، لكن مللت و تعبت، و كان ذلك من دعاء النبى (ص) اذ بعث اليه يستدعيه فوجده ياكل ثم بعث اليه آخر فوجده على حالته، فقال (ع): اللهم لا تشبع بطنه و قال الشاعر: و صاحب لى بطنه كالهاويه كان فى امعائه معاويه و مندحق البطن: اى خارج البطن و ناقه دحوق، اى يخرج رحمها مع الولاده، و اندحقت رحم الناقه اى اندلقت، و انما لم يصرح باسمه لئلا ينكسر قلوب اصحابه.

فانه لى زكوه: يعنى السب و قد ورد فى الاحاديث ان ذكر المومن بسوء زكوه له و ذمه بما ليس فيه زياده فى جاهه و شرفه، و اراد ان السب لا يشق غبار شرفى، و النقيصه لا تحوم حول حمى منصبى، و العيب لا يهتدى الى علو قدرى، ينحدر عنى السيل و لا يرقى الى الطير.

مصداقه ان بنى اميه كانوا يلعنونه الف ش
هر على منابرهم، فما زاده الا سناء و رفعه و ما زادهم فى الناس الا تخضعا، و هذا مقتبس من قوله تعالى: الا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان و لكن من شرح بالكفر صدرا، الايه.

علل ترك التبرى بولادته على الفطره لان المومن المعصوم، الذى لم يرتكب قط مائما لا يجوز ان تبرا منه، بل يجب موالاته، و الفطره: الخلقه اراد انه ما تلطخ بجريره و لا تدنس بخطيئه و لم يكفر بالله، بل لم يخالفه فى شى ء ما طرفه عين ابدا.

(و سبقت الى الايمان: قلت و له عليه السلام فى هذا المعنى نظم و هو: سبقتكم الى الاسلام طرا على ما كان من فهمى و علمى.

فى ابيات معه، قد اوردتها بتمامها و نظامها فى الكتاب الموسم بانوار العقول من اشعار وصى الرسول و اوردت فيه كل شعر نسب اليه صلوات الله عليه و السلام، و ذلك مما لم اسبق الى جمعه و ترتيبه بعون الله و حسن توفيقه).