شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
المامول مع النقم المرهوب مع النعم.لان الياس انما يقع من المنتقم اذا كان ينتقم عن حقد وضغن، لا عن حكمه و عدل، فلا يجوز ان يطمع فى غيره ما دام منتقما، و كذا انعامه و احسانه اذا فعله لشهوه و لذه له فى ذلك و طلب كمال، فاما الله تعالى فان عقابه يصدر عن علم و حكمه و صلاح يعلمه للعباد، و المصالح مختلف فى الدنيا بحسب الاوقات.فقد يقتضى الحكمه و العدل تشديدا على عبده فى هذا الوقت و يقتضى تسهيلا عليه فى الثانى و بالعكس، و اذا كانت افعاله مقصوره على الحكمه و العدل و الرحمه، وجب ان يكون، مامولا مع النقم مرهوبا مع النعم: و قال قوم: هو باطن باعتبارنا لا من جهته و ظاهر ب
اعتباره و من جهته، و اذا تاملت صفته قطعك ذلك عن صفات البشريه و قلع عرقك عن مغرس الامور الجسمانيه.فوصلت الى معرفه اللذات من حيث لا يدرك، فالتذذت بان تعرف ما لا يدرك، فذلك الظاهر فى الافق الاعلى و عالم الربوبيه، الباطن عن الافق الاسفل، و عالم البشريه، فهو اول من جهه (انه يصدر عنه كل وجود لغيره اما بواسطه او بغير واسطه و هو اول من جهه انه اولى بالوجود و هو اول من جهه) ان كل زمانى ينسب اليه.الزمان و ما فى الزمان منسوبان الى ايجاده و احداثه و هو آخر، لان الاشياء اذا نسبت الى اسبابها و مباديها، وقف عليه المنسوب و هو آخر لانه الغايه الحقيقيه فى كل طلب و كل طالب حقيقى يطلبه.قوله و لا ند مثاور.المثاور: الملاطمه و المراكله و المخاصمه، و صاحب المنهاج ما تعرض لهذه الخطبه بشرح و لا تفسير كلمه، و ذلك مما يقضى عنه العجب.لم يسبق له حال حالا: اى ليس هو تعالى بزمانى فيتبدل نسبته الى الزمان و يتغير اضافاته اليه، فيكون زمان بالنسبه اليه متقدما و آخر، متاخرا، كما فى حقنا نحن او يطرا عليه الحادث الزمانى فيتبدل احواله، من كمون و ظهور، و خفاء و جلاء، بل هو مبدع الزمان و منشاه، و مخترع الحوادث و بارئها تعالى و تقدس.