شرح نهج البلاغه نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
فاذا جاز ان يكون دلاله النجوم مختلفه فى سعاده هذين الولدين، فما انكروا ان يكون مقادير اعمارهما ايضا مختلفه، و اختلفوا فى الحدود و مرجع التسيير الى الحدود، و لا برهان لهم على تعيين الحدود، و اختلفوا فى مقوم الكواكب فى اختلاف الزيجات، فلا برهان على فساد بعضها، و صواب بعضها.فربما يوجد فى مقوم الشمس من التفاوت خمس درج، و يختلف درج الطوالع و بروج التحاويل بسبب ذلك، فيفسد الاحكام، و اختلفوا فى مطارح الشعاعات و لا برهان على صحه بعضها، و عليها مبانى الاحكام، و اختلفوا فى التسيير المستقيم، و المعكوس و تسيير الكواكب الذى فى السابع، بمطالع النظير و مطامع برجه.لا حجه لهم على استقامه بعض الاقوال دون بعض و بذلك يفسد ثلث الاحكام و يزعمون ان الكواكب المتحيره فى الميلاد، ربما لا يدل على سعاده المولود بسقوطها، و لرجوعها و لنحوسها، فاذا كان مع ذلك ثابت سعد فى العظم الاول فى درجه الطالع او درجه وسط السماء بلغ المولود غايه فى السعاده، و بذلك يبطلون دلايل الكواكب المتحيره و البروج، و ذلك نوع تعسف ايضا.لانهم يقولون من شرائط ذلك ان يكون الثابت على درجه الطالع او درجه وسط السماء او درجه ال
نيرين و لا طريق لهم الى معرفه درجه الطالع و مقدم النيرين بحسب اختلاف الزيجات، و يقول لهم الكواكب الثابته، هل يدل على طول العمر و هل له سنون، كما يدل على السعاده، و الجاه، فان قالوا يدل على الاعمار نطالبهم باعداد اعوام كل ثابت و ان قالوا لا يدل قلنا: كيف ينال السعاده و الشرف مع فقدان البقاء و يلزمهم ان يقع الثابت على درجه الطالع او وسط السماء و النيرين، و لا ينال المولود العمر، فلا ينال الشرف و السعاده، فيبطل حكم الثابت ايضا بالمتحيره، و حكم المتحيره بالثابته و لا فساد وراء ذلك و يقول لهم ما يقولون فى ملكين يحاربان كل واحد منهما سال منجمه فى حاله واحده عن خصمه، فاتفقت درجه الطالع فى سوالهما.فالبرج السابع دليل الخصم و هو فى الطالعين واحد، و البرج الثانى دليل العسكر و الاعوان، و هو فى الطالعين واحد، و البرج الثامن دليل اعوان الخصم، و هو فى الطالعين واحد، فكيف يصح الحكم لهذين المنجمين على سوال هذين الملكين و تفرض هذا السوال فى ملكين لا يعرف طالع ولادتهما.من هذا يعرف ان الكواكب فى زمان هذين السوالين لا يدل على شى ء من المقصود، و هذا التعطيل لا يجوز مذهب الاحكاميين، و لو سالهم انسان عما فى يده و قال: القيه من يد
ى فى ساعتى ام لا فعلى اى الطرفين حكموا؟ فلا يعجز السائل ان يخالفهم و يبطل احكامهم، فان قالوا ذلك يبقى فى يديه مستويه بعد المساله فللسائل ان يلقيه من يده، قبل مرور الساعه، و ان قالوا لا يبقى فللسائل ان يحفظه و يبطل احكامهم.هذا كله يدل على ان ما اشار اليه اميرالمومنين من تهجين احكام النجوم صادر عن البرهان و اليقين و ان المغتر بدعاويهم الباطله كمن يعتمد على تخيل و يوول الى شر مال.ج- ذكر المبرد ان المنجم الذى اشار اليه عليه السلام بترك الرحيل، هو عفيف بن قيس اخو الاشعث بن قيس.