حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 23
لطفا منتظر باشید ...
أهله فإنما هي امرأة كامرأته- الحديث». و روى في الكافي عن حماد بن عثمان «قال:رأى رسول الله صلّى الله عليه وآله امرأةفأعجبته فدخل على أم سلمة و كان يومها،فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر،فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان،فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله». أقول: في هذه الأخبار دلالة ظاهرة على ماتقدم من جواز كشف الوجه و اليدين من المرأةالأجنبية، و عدم وجوب سترها، و إلا فلو كانالنساء يومئذ مسترات مخمرات غير مسفرات لميعلم حال الجميلة من القبيحة حتى يترتبعليه ما ذكر في هذه الأخبار، قوله صلّىالله عليه وآله وسلّم «إنما النظر منالشيطان» يعنى حب النظر و معاودته بعدحصول النظرة الأولى التي وقعت اتفاقا إذاترتبت عليها اللذة و الفتنة. و أما قوله عليه السلام «فأعجبته» فإنه لامنافاة فيه لمقتضى مقامه صلّى الله عليهوآله فإن استحسان الحسن و استقباح القبيح،و الرغبة في الأول و النظرة من الثاني أمرجبلي و خلق بشري كما لا يخفى. و روى في الكافي عن عثمان عمن ذكره عن أبيعبد الله عليه السلام «قال: إن الله تعالىغيور يحب الغيرة، و لغيرته حرم الفواحشظاهرها و باطنها». و روى في الكافي عن إسحاق بن جرير عن أبيعبد الله عليه السلام «قال: إذا أغير الرجلفي أهله أو بعض مناكحه من مملوكه فلم يغر ولم يغير بعث الله إليه طائرا يقال لهالقفندر حتى يسقط على عارضة بابه، ثميمهله أربعين يوما ثم يهتف به: إن الله تعالى غيور يحب كل غيور، فإن هوغار و غير و أنكر ذلك فأنكره، و إلا طار حتىيسقط على رأسه، فيخفق بجناحيه على عينيه،ثم يطير عنه فينزع الله عز و جل منه بعد ذلكروح الايمان، و تسميه الملائكة الديوث».