و سيأتيك أمري ان شاء الله، فأنزل اللهتعالى «وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْوَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْأَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهاخالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِالْمُؤْمِنِينَ» قال: فأحل الله عز و جلهبة المرأة نفسها لرسول الله صلّى اللهعليه وآله و لا يحل ذلك لغيره».
و أنت خبير بأن الظاهر أنه بعد نزول الآيةعلى أثر هذه الواقعة، نكح النبي صلّى اللهعليه وآله المرأة، و لا إيجاب هنا و لاقبول، غير ما تقدم نقله عن المرأة من هبتهانفسها له و رضاه صلّى الله عليه وآله وسلّمبذلك.
الثالث من القسم المذكور: وجوب تخييرهالنساء بين إرادته و مفارقته
لقوله عز و جل «يا أَيُّهَا النَّبِيُّقُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّتُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّوَ أُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا- إلىقوله- أَجْراً عَظِيماً».
قال في المسالك: و هذا التخيير عند العامةالقائلين بوقوع الطلاق بالكناية كناية عنالطلاق، و بعضهم على أنه صريح فيه، و عندناليس له حكم بنفسه، بل ظاهر الآية أن مناختارت الحياة الدنيا و زينتها يطلقهالقوله تعالى «إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَالْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَهافَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا» انتهى.
أقول: قال الثقة الجليل علي بن إبراهيم فيتفسيره: و أما قوله عز و جل «يا أَيُّهَاالنَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْكُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْياوَ زِينَتَها- إلى قوله- أَجْراًعَظِيماً» فإنه كان سبب نزولها أنه لمارجع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّممن غزوة خيبر و أصاب كنز آل أبي الحقيق،قلن أزواجه: أعطنا ما أصبت، فقال لهن رسولالله صلّى الله عليه وآله: قسمته بينالمسلمين على ما أمر الله، فغضبن من ذلك وقلن: لعلك ترى أنك إن طلقتنا أن لا نجدالأكفاء من قومنا يتزوجونا، فأنف اللهلرسول الله صلّى الله عليه وآله فأمره أنيعتزلهن فاعتزلهن رسول الله صلّى اللهعليه وآله وسلّم في مشربة أم إبراهيم تسعةو عشرين يوما، حتى حضن و طهرن، ثم أنزلالله هذه الآية و هي آية التخيير، فقال