«قال: و قال الصادق عليه السلام: من نظرإلى امرأة فرفع بصره إلى السماء، أو غضبصره، لم يرتد إليه بصره، حتى يزوجه الله،من الحور العين»، قال: و في خبر «حتى يعقبهالله إيمانا، يجد طعمه».
و روى في كتاب عيون الأخبار عن الرضا عليهالسلام عن آبائه عليهم السلام في حديث«قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:لا تتبع النظرة النظرة، فليس لك يا علي،إلا أول النظرة».
و في حديث الأربعمائة المروي في كتابالخصال «عن أمير المؤمنين عليه السلامقال:
لكم أول نظرة إلى المرأة. فلا تتبعوهانظرة أخرى، و احذروا الفتنة».
و الظاهر أن المراد بالنظرة، التي لايترتب عليها عقاب و لا ذم، هي ما حصلت لهعلى جهة الاتفاق، فلو أتبعها بنظرة ثانية،ترتب عليه الذم و الإثم، و الظاهر أنالمراد بالنظرة الثانية، هو الاستمرارعلى النظرة، و المداومة بعد النظرةالأولى، التي حصلت اتفاقا، و كذا الثالثة،و هي طول النظر، زيادة على ذلك، و احتمالصرفه بصره، ثم عوده يمكن أيضا.
و هذه الأخبار، و إن كانت مطلقة، بالنسبةإلى الجسد و إلى تلك المواضع الثلاثةالمتقدمة، إلا أن تلك المواضع، قد خرجتبالأخبار المتقدمة، فوجب تخصيص إطلاق هذهالأخبار بها.
تنبيهات:
الأول [حكم النظر إلى نساء أهل الذمة وشعورهن]
المشهور بين الأصحاب جواز النظر، إلىنساء أهل الذمة و شعورهن، و هو قول الشيخينفي المقنعة و النهاية، ما لم يكن ذلك علىوجه التلذذ، قال في النهاية: لا بأس بالنظرإلى نساء أهل الكتاب و شعورهن، لأنهنبمنزلة الإماء، إذا لم يكن النظر لريبة أوتلذذ، و أما إذا كان كذلك. فلا يجوز النظرإليهن على حال