حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 23
لطفا منتظر باشید ...
أقول: العجب منه (قدس سره) في تكرار هذاالكلام و الاعتراض به على الشيخ (رحمهالله) كما تقدم نظيره قريبا لما قدمناه فيمقدمات الكتاب في أول جلد كتاب الطهارة منتصريح جملة من الأصحاب منهم ابنه المحققالشيخ حسن في مقدمات كتاب منتقى الجمان ومثله الشيخ البهائي في مشرق الشمسين بأنجملة الأخبار المروية في الأصول عندالمتقدمين صحيحة، فإن الصحة عندهم ليستبالنظر إلى الأسانيد. و المتأخرون إنما عدلوا عن ذلك الذي كانعليه متقدموهم لما خفي عليهم الوجه في ذلكلخفاء القرائن و الأسباب التي أوجبتللمتقدمين الحكم بالصحة فعدلوا إلى هذاالاصطلاح. و أما ما ذكره اعتراضا على مثل المحقق والعلامة حيث نقلوا الرواية مع ضعفها منالتهذيب، و لم يردوها بذلك. ففيه أنهم لا يردون إلا ما تعذر حمله علىمعنى يجتمع به مع الأخبار الباقية، و إلافمتى وجد للخبر معنى يمكن الجمع به بينه وبين ما ينافيه ظاهرا، فإنهم يقدمون ذلكعلى رده و إطراحه. و أما ما ذكره من الاعتراض على أصحابالفتاوى من المتأخرين من عدم تتبعهمللاسانيد و مراجعة كتب الأصول كملا، حتىأنهم يسارعون إلى رد الخبر بالضعف بناءعلى روايته في بعض الأصول مع وجود طريقصحيح له في أصل آخر فهو جيد، و قد وقع له(قدس سره) مثله في غير موضع. و أما ما ذكره من قوة الإشكال لصحة الخبر،و توقفه في المسألة لذلك بعد ما عرفت فيكلامه المتقدم من ميله إلى مذهب ابن إدريسفي المسألة، فهو جار على ما قدمنا ذكره مناضطراب أصحاب هذا الاصطلاح في الخبرالصحيح السند متى خالف مقتضى القواعدالمقررة بينهم.