حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 23
لطفا منتظر باشید ...
(عليه السلام) قال: إذا تزوج الرجل المرأةلجمالها أو لمالها، و كل إلى ذلك، و إذاتزوجها لدينها رزقه الله الجمال و المال». قال في الوافي في ذيل الخبر المذكور، «وكل الى ذلك»: أي لم يوفقه لنيل حسنها، والتمتع من مالها أو لم يحسنها في نظره، ولم يمكنه من الانتفاع بمالها، و في الفقيه«لم يرزق ذلك» عوض «و كل إلى ذلك» واللفظان متقاربان. أقول: لعل المراد و الله سبحانه و قائلهأعلم هو أنه إذا كان قصده من التزويج إنماهو المال فإن الله سبحانه يكله إليه كما فيالخبر الثاني أو يلجأه إليه كما في الخبرالأول يعني يقطع عنه الرزق و يلجأه إلى ذلكالمال، فربما أكله حراما بغير إذن الزوجة،و لا رضاها كما ورد في التعريض بالمالالحرام، فإن أخذه العبد قاصه الله به منرزقه، و حوسب به و عذب عليه، و هذا هوالظاهر من لفظ الإلجاء لا ما ذكر. و أما بالنسبة إلى الجمال فلعل المراد بهكما في الخبر الثاني أنه لا يوفق لكونالزوجة ذات دين و تقى و نحو ذلك من الصفاتالمطلوبة شرعا، بل يكله الله إلى ما طلبه وأراد من الجمال و يسلبه التوفيق في حصولالصفات الحميدة المطلوبة شرعا. نعم ما ذكرناه بعيد في رواية الفقيه وقوله فيها «لم يرزق ذلك» و الأصح هو ما فيالكافي بقرينة الحديث الأول. و يحتمل- و لعله الأقرب- أنه إذا أرادالرجل التزويج، و كان همته في تحصيل زوجةذات جمال أو مال، فإنه يكله الله إلىإرادته، بمعنى أنه لا يوفق لذلك. و إن كان همته الدين وفق للجمال و المال، وحينئذ فالمراد بقوله في الخبر الثاني «إذاتزوج» أي إذا أراد التزويج، و قوله فيالخبر الأول «من تزوج» يعني من