حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 23
لطفا منتظر باشید ...
قال في المسالك: الوليمة هي الطعام المتخذللعرس سميت بذلك لاجتماع الزوجين، فإن أصلالوليمة اجتماع الشيء و تمامه، و منهم منأطلقها على كل طعام يتخذ في حادث سرور منأملاك و ختان و غيرهما، و سميت بها علىذلك، لاجتماع الناس عليها و لكن استعمالهافي المعنى الأول أشهر، و عليه فإطلاقهاعلى غيره يحتاج إلى قيد كباقي استعمالالمجازات، فيقال: وليمة الختان، و وليمةالبناء و غيرهما، و حيث تطلق فهي محمولةعلى وليمة العرس، انتهى. أقول: المفهوم من كلام أهل اللغة أنالوليمة لا تخصيص و لا ترجيح لها بما يتخذفي العرس بل استعمالها في العرسكاستعمالها في غيره. قال في كتاب المصباح المنير: الوليمة اسملكل طعام لجمع، و قال ابن فارس: هي طعامالعرس، و ظاهره كما ترى أن المشهور في معنىالوليمة هذا المعنى الأول. و قال في القاموس: و الوليمة طعام العرس أوكل طعام يصنع لدعوة و غيرهما، و ظاهرهالترديد بين المعنيين المذكورين من غيرترجيح. و يؤيد ما قلناه أيضا رواية ابن بكرالمتقدمة، فإن الظاهر من حصر الوليمة فيالخمس المذكورة إنما هو باعتبارالاستحباب بمعنى أنه لا يستحب الوليمة إلافي هذه المواضع الخمسة فصدق الوليمة علىكل طعام يتخذ لجمع ثابت، و لكن الاستحبابشرعا مخصوص بهذه المواضع، و هو ظاهر فيماذكره أهل اللغة من إطلاق الوليمة على كلطعام يتخذ لجمع، كما ذكره في المصباح. و بذلك يظهر لك ما في قوله «و حيث تطلق فهيمحمولة على وليمة العرس»، بل مقتضى ماذكرنا أنه لا بد في انصراف هذا اللفظ إلىمعنى من هذه المعاني من القرينة. و قال في المسالك أيضا: و يقال للطعامالمتخذ عند الولادة الخرس و الخرسة و عندالختان العذرة و الاعذار، و عند إحداثالبناء الوكيرة، و عند قدوم الغائب