حدائق الناضرة فی أحکام العترة الطاهرة جلد 23
لطفا منتظر باشید ...
و ما أجمل في الرواية المرسلة في كتابمجمع البيان يمكن حمله على المفصل، وحينئذ فما يدعونه من جواز النظر مطلقا، لادليل عليه، و هذا مما يوهن الاستدلال بها. ثم إن المفهوم من رواية القاسم الصيقلوقوع الخلاف في المسألة، في أيامهم عليهمالسلام، و يشير إليه حكم معاوية بن عمار فيحكايته مع أبيه، أنه كان يعيب على أهلالمدينة بذلك، و من المعلوم من جلالة قدرالرجل المذكور أنه لا يحكم بذلك إلا بعدالسماع منهم عليهم السلام. ثم إنه يمكن ترجيح القول بالتحريمبالقاعدة التي ذكرها في التقية و اعتمدعليها في غير موضع، و هو أنه إذا ورد عنهمعليهم السلام خبران مختلفان، أحدهما عنالامام السابق، و الآخر عن الامام اللاحق،فإنه يؤخذ بالأخير، فيكون العمل هنا علىرواية القاسم الصيقل، فإن الرواية هنا عنالهادي عليه السلام، حيث إن الراويالمذكور من رجاله عليه السلام، و الرواياتالأخر عن الصادق عليه السلام، و قد عرضتعليه المرأة القولين، فمنعها عن ذلك. و المراد بالكراهة في كلامه، التحريم بلاإشكال، لأن محل الخلاف هو الحل و التحريم،كما ينادي به صدر الخبر المذكور. و مما يؤيد التحريم، أنه الأوفقبالاحتياط في الدين، و هو أحد المرجحات فيمقام اختلاف الأخبار، كما تضمنته روايةزرارة الواردة في طريق الترجيح سيما معدلالة الأخبار، كما تقدم الإشارة إليه،على ما هو أعم من الخصي و الفحل، و إن خصواموضع الخلاف بالأول. و بالجملة فالمسألة لما عرفت بمحل منالاشكال، و الاحتياط فيها مطلوب على كلحال، و الله العالم: